الجمعة، 28 ديسمبر 2012

الحرافيش مرة أخري- الجزء الأول


و لا يزال الناجي الكبير كما هو فتوة الحتة
حتي بعد أن طال العمر
و وهن العظم
لكنه هو
هو هو الناجي الكبير
ذو المكانة و الهيبة
لا يستطيع أن ينازعه اي من الفتوات المكانة
فطالما عاشوا في ظله
و اكثر ثرواتهم من النهب في حماه

الفتونة لا تخرج من عائلة الناجي
كبر ابنه
اشتد عوده
و تعلم كيف يمسك بالعصا

استعد لتسلم الراية
هيأ البطانة
تخلي عن الفتوات الكبار
العواجيز ..
أحاط نفسه ببطانة جديدة من الفتوات الجدد
أصحاب الفكر الجديد
ليبدأ عصر جديد من الفتونة

الزمان غير الزمان
و المكان غير المكان
الحارة كبرت لتسع حارات كثيرة
بل مدن
بل مصر المحروسة بأكملها

الزمن تقدم
الأمور تعقدت
حتي الفتوات تغيرت هيئتهم و أشكالهم
أما الحرافيش و الأهالي فقد استمروا كما هم

الحرافيش ينامون في الشوارع و يأكلون الفتات
و بالكاد يعيشون
الأهالي مستمرون في أعمالهم و تجارتهم
و مستمرون في دفع الأتاوة

الأتاوة تغيرت .. بما يناسب العصر الجديد
أصبح الفتوات يحتكرون كل شيء .. كل السلع .. كل المناصب
الحديد .. الأسمنت
اللحوم .. الدقيق
حتي طفايات الحريق

يحددون الأسعار كما يريدون
يضعون الضرائب كما يشاؤون
يجبون الرسوم كلما يحبون

هكذا أصبحت الأتاوة في الحارة الجديدة في الزمن الجديد
أما المعترض فلم تعد تكفي علقة علي يد الفتوات
أصبح هناك سجن و شنق
و ضرب حتي الموت 

الفتوة الجديد في كامل هيئته
و زينته
يستعد لتسلم راية الفتونة

يهتف الفتوات و الحرافيش معا
جمال الناجي
اسم الله عليه ... اسم الله عليه
ده فتوة بقوة ..
اسم الله عليه ... اسم الله عليه

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

بطولة من ورق ملون

ما أجمله من مكان
أحببت هدوءه و نظافته
أحببت مشهد المياة في البحيرة الصغيرة تتخللها النباتات
طالما جلست أشاهد وجه القمر
و أراقب الأسماك و هي تقفز من الماء
التقطت صورا رائعة للخضرة فيها
استنشقت روائح عطرة من زهورها

ما ألطف النسيم من بعد العصر و حتي الغروب
خصوصا مع  بداية الشتاء
الهواء رطب لطيف البرودة
يجعلك تشعر بقشعريرة خفيفة
فتدلك ذراعيك بحثا عن الدفء

كنت غارقا في تأملاتي
فجأة
سادت المكان حالة صخب شديدة جدا
هرج و مرج
ماذا حدث
السيارات كثرت
انطلقت أبواقها تصم الآذان
كأننا علي وشك بدء حرب عالمية ثالثة

التفت رغما عني أتابع ما يحدث لأول مرة أمام عيناي
سيارة تسير مسرعة
يظهر شاب من فتحة السقف
ممسكا ببندقيته يصوبها علي كل من حوله
الطلقات تنطلق تباعا
آخر يصوب طلقاته الي السماء
و آخر يلقي بقنابل وسط الطريق

الملابس .. ابتلت بمياه البنادق المائية
الشوارع النظيفة .. تحولت فجأة الي ... مأساة
بسبب قنابل الأوارق الملونة و اسطوانات الرغاوي الفارغة
السماء ... امتلأت ألوانا بالألعاب النارية

توقف السير بفعل الزحام
أخذت أتأمل
السيارات و قد تلونت بالألوان و الأعلام
الأبواق تدوي
الصراخ و الهتاف مستمر

كانت أضواء الصباح توشك علي الظهور
قبل أن تتدخل الشرطة
لتنهي احتفال الجماهير
بفوز فريق البلدة بالكأس

بعد أن أثبت الشباب
 بطولاتهم العظيمة
في فنون و مهارات القتال
بالبنادق المائية
و قنابل الأوراق الملونة

 أصبحت المدينة الهادئة النظيفة اللطيفة
و قد تحولت الي .....  مستنقع
بفعل البشر

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

الأرنب المكار


يحكي أنه في الغابة الشهيرة
 ذات الحيوانات الكثيرة

كان هناك ثعلب مكار
و أرنب صغير مثل الفار 

كلما مر الأرنب ضربه الثعلب علي رأسه بلا روية
و سأله سؤال عجيب : انت ليه مش لابس الطاقية

ضاق الأرنب من أفعال الثعلب السخيف
وراح يشكوه لملك الغابة الأسد المخيف

سأله الأسد أي طاقية تقصد أيها الثعلب
رد لا توجد طاقية انما هي مكائد الملعب

قال الأسد حيلتك فريدة
لكن ابحث عن حيلة جديدة

اسأله أن يأتيك بتفاح 
ان أحضره أخضر قل أريده أحمر
و ان أحضره أحمر قل أريده أخضر
و اضرب كما تشاء و أكثر

مر الأرنب أمام الثعلب بارتياح
فطلب منه الثعلب التفاح

سأله الأرنب بتوتر
تريده أخضر أم أحمر

فضربه الثعلب بغيظ بقبضته القوية
صارخا انت ليه مش لابس الطاقية

الجمعة، 30 نوفمبر 2012

ورقة و قلم

الأحداث الساخنة تتوالي
اختلطت الكلمات و الهتافات
علا الضجيج
اختلت معاني الكلمات

جلست أفكر
أتأمل
أين الحقيقة

يتكلمون
يتحاورون
يتناحرون

من الصادق و من الكاذب ؟
يتوارون و يظهرون
كأنهم يلعبون
يعبثون
يتسلون
بآلامنا
بآمالنا 

حزنت
تألمت
غضبت 

أمسكت قلمي و دفتري كعادتي
قررت أن أخط كلمات
لعلها تعبر عن حالي
تعبر عن مشاعري 

كتبت ثم كتبت
ثم شطبت ما كتبت
و كتبت ثانية ثم كتبت
ثم مزقت ما كتبت

ثم كتبت و كتبت و كتبت
انتهت أوراق دفتري

نظرت
وجدتها ما بين ممزق و ... ممزق
فشلت فيما بدأت
و أخيرا أيقنت ...أنني
سأظل ممزق بين هذا و ذاك


حتي أصدقائي 
القلم و الورقة
الحرف و الكلمة

أبوا أن يعبروا

أن يحضروا تلك اللحظات العصيبة 

اكتئبت
ألقيت قلمي و أوراقي
 تركتهم و انصرفت 

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

ضحكت تاني


رجعت تاني ضحكت نفس الضحكة و راحت ماشية
زي الدنيا ما تيجي في ثانية و تمشي في ثانية
انصرف عنها و هو يدندن

يا له من مؤلف عبقري
كيف رأي هذا المشهد
كيف رأي ابتسامتها و نظرتها
 و كتب هذه الأغنية
هل  تتشابه الابتسامات و النظرات

مستحيل 
لابد أنه كان يصف ابتسامة أخري
أقل جمالا

و الا لكان الوصف أبلغ من ذلك بكثير

حدثته نفسه طويلا
لا لا
كيف يمكن أن تكون هذه الابتسامة الشابة 
لكهل مثلي 
هل تعرفني من قبل ؟
ربما
و ربما تكن لي تقديرا ما

نعم .. هي كذلك
لا يمكن أن تحمل ابتسامتها أكثر من هذا المعني
لا يمكن أن يجتمع الربيع و الخريف

استمر في طريقة .. و ابتسامتها عالقة في خياله
منتشيا
باسما
يدندن 
كأنها صبت بابتسامتها ماء الحياة
لتروي مشاعره اليابسة

أخذ نفسا عميقا
آآآه
ليت الشباب يعود يوما

 تابع طريقه
استكمل شراء مستلزمات المنزل
و مستلزمات مدارس الأولاد

دق باب البيت
استقبلته صغيرته 
انطلقت تجري نحوه

بضحكتها البرئية
قالت
بابا اشتريت لي حاجة حلوة

نظر اليها عميقا
و اتسعت ابتسامته أكثر و أكثر

أخذ يهدهدها 
و يقول
هي دي هي فرحة الدنيا 
دق يا قلبي غني يا عنيه

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

الرجل المهم

طلبني صديقي
لمشاركته في زيارة رجل هام
و هو يريدني أن أتعرف بالرجل
لا أستطيع أن أتأخر عنه و خصوصا في الغربة

ذهبنا لزيارة الرجل في مركزه الطبي
كانت قاعة الانتظار طويلة بها قليل من الناس
التليفزيون يعرض تسجيلا لبرنامج طبي
ضيف البرنامج كان صاحب المركز .. بالطبع
فكرة مبتكرة
دعاية جيدة

طالت فترة انتظارنا
الرجل علي علم بزيارة صديقه القديم 
يبدو أنه مشغول
ربما جئنا قبل  الموعد بكثير
ربما

انتظرت علي مضض
لا أستطيع حتي التعبير عن ضيقي
و أخيرا
دعتنا السكرتيرة للدخول
تنفست الصعداء

تركتنا السكرتيرة في غرفة المكتب وحدنا
لم يكن الشخص المطلوب علي مكتبه
هل لم يصل بعد ؟؟
أم ماذا يحدث في هذا المكان

طالت فترة انتظارنا مرة أخري 
و تسلل الملل مرة أخري 
و أنا أجلس علي المقعد الوثير جدا
أشاهد المكتب الفخم جدا
و خلفه أكثر من شهادات معلقة علي الجدار - كثيرة جدا

الرجل أبدع في اختيارات الديكور 
لكن 
لماذا لم نبقي بقاعة الانتظار ان لم يكن موجودا بمكتبه
أخيرا قررت أن أقطع الملل
تجولت في المكتب
أطالع الشهادات المعلقة علي الجدران

قاطعتني السكرتيرة 
حينما جاءت مرة أخري تدعونا لمقابلة الدكتور
تحركنا الي مكتب آخر

استقبلنا الدكتور بكل الترحاب
كانت ابتسامته العريضة و المرحبة أكثر ما لفت نظري
ياله من انسان مهذب
مضياف
الذوق الراقي يغلف المكان
و لا يخلو من اللمحة الايمانية
آيات قرآنية معلقة علي الجدران
زهور
تحف فنية
لقد أبدع الرجل في كل شيء

أما حديثه فلم يكن أقل ابداعا من ديكور المكان
و خصوصا حينما يغلفه
 ببعض المصطلحات العلمية
أو الآيات القرآنية
و الايماءات الروحانية
أو الفلسفية

رجل مثقف !!!!

بدأ الحديث يتضح
فهو متخصص في الطب البديل
ممن يشخصون الأمراض عن طريق
قرآءة القرنية و صوان الأذن و باطن القدم
و يعالج بالأعشاب و .... و بعض الطقوس الأخري
عرض علينا عشرات الصور

طالت المقابلة بشكل لا يتناسب أبدا مع شخص مشغول
و بدا حديث الرجل موجها الي بشكل مباشر حينما علم بأنني طبيب

و أخيرا و بعد أن استنفذت الزيارة طاقة الجميع دون أن نتطرق لسببها بعد
ألقي الينا بقنبلته الأخيرة

فقد نجحت ابنته بتفوق بالغ في دراستها بالاعدادية
فهو حريص منذ زمن علي امدادها بتركيبة غذائية استثنائية من ابتكاره

اذا فالرجل مخترع أيضا
سر التركيبة هو حبة الجوز (عين الجمل) و حبوب البركة
لا أحد يستتطيع أن ينكر فضل حبة البركة طبقا لأحاديث الرسول عليه الصلاة و السلام
أما حبة الجوز فشكلها و هيئتها التي تشبه المخ الي حد بعيد
ما هي الا غذاء مركز للمخ
و ما كان شكلها كذلك الا اشارة الهية لنا لأهميتها

كانت الأخيرة ضربة قاضية بالنسبة لي
فلم أتمالك نفسي بعدها
و كانت ايذانا بانتهاء الزيارة
علي وعد بمقابلة جديدة
مع عرض عمل لي شخصيا بالمركز الطبي الخاص به

في طريق العودة
التفت الي صديقي يسألني
عن رأيي في صديقه القديم
و عبقريته و ابداعه
عن ذوقه و ثقافته و معلوماته الدينية
سألني عن كم الشهادات المعلقة علي الجدار
هذا الرجل اسطورة
كان سؤاله مغلفا بحالة من الانبهار
و الثقة الشديدة بمواهب و امكانات الرجل

كانت الصدمة كبيرة
و لم يقتنع برأيي
أن هذا الرجل نصاب كبير

فالشهادات المعلقة علي الجدران
مشاركات ببعض مؤتمرات للطب البديل 

مع شهادات تقديرمن الأندية و منتديات الانترنت
أما مؤهله الدراسي

دكتوراه في اللياقة البدنية من كلية التربية الرياضية



بعد عدة أشهر
استوقفني خبر هام جدا بأحد الجرائد
تم القاء القبض علي الدكتور في القاهرة

و بعدها بعدة أشهر أخري
فوجئت بخبر أكثر أهمية
براءة الدكتور
و ما يزال يمارس وظيفته علي شاشات التليفزيون 
و لكن بشكل أكثر حرصا
و أكثر ذكاء

الخميس، 25 أكتوبر 2012

سنوات من العطاء

جلست
متكئة علي المقعد الوثير
بجواره
نادته ببرائتها المعهوده

حبيبي
ألم تنسي شيئا

ما هو ؟؟؟

اقتربت منه تستند علي كتفه
و الابتسامة الصافية علي شفتيها

غدا مع أول أيام العيد
سنكمل سويا أربع سنوات
أربع سنوات
من الحب
من الود

من العطاء المتواصل
من الحنان الفائض

لم أبخل فيها يوما عن منحك السعادة
و راحة البال
و جوا هادئا هانئا

سنوات قليلة جعلت فيها حياتك
أشبه بالجنة الصغيرة

التفت اليها باسما
حبيبتي
هذا الوصف أقل بكثير مما فعلتي معي
يا لك من متواضعة

اذا بما ستهاديني في هذا اليوم
قال انها مفاجأة
!!!!
و انصرف لغرفة نومه صامتا
يقول في نفسه
لا حول و لا قوة الا بالله

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

زيارة الي الأرض المقدسة

في أكثر البقاع طهارة
وقف يتطلع الي جمال و جلال المشهد العظيم
ووصول الحجاج من عرفات

المشهد العظيم
لا يلوثه الا البشر
الاتوبيسات تصل متأخرة
بعض الحجاج تائهون حتي المساء
رجل عجوز بدين
كيف جاء الي هنا  ... و لما جاء
لا يقوي علي الوقوف و لا المشي و لا حتي الجلوس

شاب يمتلك كرسي صغير
يرفض أن يقرضه للعجوز كي يجلس
أخيرا وافق .. شرط ارسال الكرسي لخيمته

أخيرا  كرسي متحرك
وصل العجوز لخيمته في مني
و عاد الكرسي الصغير لصاحبه .... في خيمته

العجوز لا يجد له موضع قدم فقد امتلأت الخيام
لا أحد يساعده
أخيرا رق قلب أحدهم
أفسح له مكانا

لماذا يمن أنه أفسح مكانا للعجوز
جزاك الله خيرا
كان الأولي أن تضعه في سلة القمامة

ماذا جاء بك يا أبي
أليست الاستطاعة شرط
يبكي
انه الشوق للقاء الحبيب
أتمني الموت علي أعتابه
و لما
ليس هذا هو مقصود الدين

طوابير الطعام
المفقودون بالجملة
صياح هنا و هناك
شجار لأتفه الأسباب
أكثر ما يؤلم
 أن هذا يحدث
في خيام الحجاج المصريين

انصرف حزينا
يتساءل

أليس هذا هو موسم الطاعات
و الصدقات و الطيبات
لم يستطيعوا أن يخلعوا عباءة الدنيا
أو أن يزيحوا غشاوتها عن أعينهم

و يستمر الضجيج و النحيب
و الصراخ و العويل
و الجدال و الشجار
مع استمرار البحث عن التائهين

يتذكر في الصغر
كيف كان يري مواكب العائدين من الحج
و الكل يدعو لهم بالقبول و الغفران
.
.
لابد أنهم كانوا يحجون الي مكان آخر

الخميس، 11 أكتوبر 2012

هو و هي


كان جالسا هناك
في نفس الركن من الغرفة
يطالع أوراقه تارة
و يتأمل ما حوله تارة
بنفس النظرة الحزينة

لم يتكلم يوما
و لم يذكر سبب ذلك الحزن
المرسوم في ملامح وجهه

لعله يتغير يوما ما
حاولت مرارا ان تخرجه من صمته
لا فائدة
فهو كما يقولون
كالبئر العميق
أسراره غائرة

و أخيرا
فاض الكيل
انفجرت
ثارت
صرخت غاضبة في جهه

لماذا يكثر من الجلوس وحيدا
لماذا لا يشاركها أفكاره
لماذا لا يشاركها أحزانه

و لماذا لا يكون دائما سعيدا
هي تفعل ما تستطيعه لتسعده
ثم ...
أليس وجودها معه سببا كافيا لسعادته

اذن هو لا يحبها
لماذا تزوجها اذن

استقبل غضبها بهدوءه المعتاد
لم يقاطعها

ألقت كل قنابلها في وجهه
نفذت ذخيرتها
خمدت ثورتها

تركت نفسها
لترتمي بحضنه

تلقاها بين ذراعيه
كالرضيع
و أسند رأسه علي صدرها

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

في الطريق الي الميدان 2 (خالد سعيد)



ربنا يعدي اليوم علي خير


مظاهرة جديدة
و الشرطة تغلق الطريق
هم يسبون الشرطة
و الشرطة تكيل لهم الضرب

ما الجديد اليوم

لا أعلم
و لا أريد !!

أعيتنا كثرة المشاكل
الوضع يزداد خطورة يوما عن يوم


ارتميت علي أقرب مقعد

قبل أن تباغتني أمي
خالد بقسم الشرطة


لماذا ؟


لا أعلم ؟
حاولي أن تجدي محامي
و تذهبي اليه

من أين لي بمصاريف محامي

انطلقت ألهث
لأعرف ماذا حدث


خالد محجوز علي ذمة قضية مخدرات
ابتلع المخدر أثناء القبض عليه لاخفاء الجريمة

ماذا ؟؟؟

مستحيل .. خالد انسان ملتزم

خالد الآن بالمستشفي

انطلقت الي هناك
أين خالد ؟؟
لا يمكن رؤيته
حالته حرجة


خالد ...
محطم العظام
محطم الوجه
ينزف من كل مكان

خالد ...
لا يجيب علي أي سؤال
لا يسمع أي نداء
لا يري أي اشارة

خالد !!!!!
.
.
مات

التقرير يقرر و يؤكد
هبوط حاد في الدورة الدموية
لا توجد شبهه جنائية

اكرام الميت دفنه

دون مشاكل أفضل لكم


الدموع تجري باردة علي وجهها
و هي شاردة النظر
لا تري بوضوح

تفيق بعد عدة ساعات
تناديه
خالد ......

البقاء لله خلاص دفناه
تبكي
تحتضن أمها
ترتجف
تقسم أنها لن تترك حقه 

أمسكت لوحتها
ذهبت لنفس للمكان
هناك
حيث أزهقوا روحه البريئة

هتفت مثل الباقين

ضد أمن الدولة
ضد النظام
ضد الظلم 
ضد القهر

المخبرين يتولون المهمة
لا يفرقون بين شاب و فتاة
تفيق لتجد أنها في الجبس

لم تبكي هذه المرة
فقد تحجرت الدموع

تقسم أن تقتص من قاتله


طمئنوها 

قامت الثورة

حملت لوحتها
ذهبت 
هذه المرة الي ميدان التحرير
سقط النظام
اليوم محاكمتهم


بكت ثانية
و هي تتابع جلسات المحاكمة

حتي نطق القاضي بالحكم

كانت تهذي ... 
باسمه
الآن فقط
أصبح

خالد .............. سعيد


الخميس، 4 أكتوبر 2012

الممر الضيق



استيقظت متأخرة
أتممت استعدادي للنزول علي عجل
لا فائدة


كالعادة
زحام زحام زحام

كرهت الزحام

ماذا يحدث
ما الفرق

لم أعد أبالي
لن يغير من الأمر شيء


ليتني أصل في موعدي
لم أعد أطيق مضايقات ذلك المشرف الخبيث

كيف وصل ذلك المتملق المنافق 
من الأحمق الذي أوكل اليه هذه المسئولية

سأرتكب جناية اذا تعرض لي
لن أسكت علي سخافاته بعد اليوم
سأشكوه لصاحب العمل
.
.
لا

لن أفعل شيء
لا أستطيع أن أفعل شيء
لن يستمع الي
ربما يرفض مقابلتي
و ربما يحيلني للمشرف لأعرض عليه مشكلتي
أضحك في داخلي

أأضحك من نفسي ؟
أم أضحك علي نفسي ؟
أم أن شر البلية ما يضحك ؟
.
.
استسلمت أخيرا

و انتظرت وصول الحافلة الي محطتي
وصلت متأخرة نصف ساعة كاملة
.
استقبلني بابنتسامته الخبيثة

كأنه يقول لي
أخيرا وقعتي في قبضتي

.
راجعت بسرعة استعداداتي للمعركة
تماما كما رسمتها في مخيلتي
تقدمت لمكتبي بهدوء حذر
كلي تحفز
سأنقض عليه اذا تعرض لي بكلمة

.
بقي ساكنا
لم يتحرك من موضعه
استمريت في طريقي

و لم أعره أي انتباه
حتي أثناء مروري

من ذلك الممر الضيق 
جدا
جدا

الذي أتاحه لي
للمرور من أمامه

جلست علي مكتبي
أحاول الانشغال بالعمل
لأطرد من رأسي أنهن جميعا
رأونني و أنا أنضم للقافلة
و لن أعترض بعد اليوم
علي المرور
.
.
من الممر الضيق


الاثنين، 24 سبتمبر 2012

الضوء الأبيض


اليوم ليس كأي يوم
هذا هو اليوم
تنتظره كل عام 
اتمت الترتيب و التخطيط
الأبناء في رحلة تم تدبيرها بعناية
المنزل في أبهي صورة
الطعام 
كل شيئ في موضعه كما أرادت 
كل شيء يبدو علي ما يرام

عليها الآن أن تستعد
لابد أن تمنحه يوما جميلا
لا يضاهيه يوم آخر
يوما يتذكره مدي الدهر
لابد أن يكون مختلفا عن أي عام مضي
و لم لا
يستحق
فهو رجلها
نعم الأليف
نعم الونيس
نعم السند
نعم الصديق و الحبيب و الزوج
و اليوم هو ذكري اليوم الجميل الذي ربطهما معا

اعتادت أن تقضي ساعات أمام المرآة
سعيدة بما تفعله
تستمتع بمعني الكلمة
تبدع
تبتكر
تتغير
تتأنق
تتألق

اليوم أيضا
جلست أمام مرآتها
و سألتها كالعادة
من أجمل مني
انتظرت الاجابة المعتادة
بأنها جميلة الجميلات
و فاتنة الفاتنات
و ملكة جمال كل العصور
و ما قبل العصور و ما بعدها 
هكذا تحدثها مرآتها
و هكذا يلقبها حبيب العمر

عجبا
ما هذا
لماذا تكذب مرآتي  اليوم
لا أصدقها
لم اري هذه العلامات من قبل
أهذه خطوط الزمن ترتسم علي وجهي
تتلمس بشرتها التي ما أهملتها يوما

ما تلك الخطوط البيضاء في رأٍسي
أهذا هو الشيب  قد أطل
و متي ؟  .... اليوم؟
لم تكن مستعدة لهذا الموقف
اضطربت
بشدة
سكنت في موضعها 
تتأمل ما فعل بها الزمن
و تدور في رأسها عشرات الأسئلة

لم تدري كم من الوقت مر بها
حتي أفاقت علي وجوده بجوارها 
يتأملها
يقرأ ما بداخلها

لاحظ اضطرابها
دني منها
و دني
ثم دني
و أخبرها

ان خيوط الضوء الأبيض هي ما يميز وجه القمر
منحها في لحظة
حب الأمس و اليوم و غدا

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

الفارس

كالحلم الجميل
تراه يقترب من بعيد

مفتول العضلات
كالمصارع 

يمتطي فرسه
يركض نحوها حتي يقترب

يبطيء من سرعته
ينزل عن فرسه
ينحني أمامها
ثم يهبط علي ركبته
يقبل يدها
كما في الأفلام الرومانسية
كما في الأساطير
كما لم يحدث في التاريخ

وسط نسمات عطرة
يتطاير شعرها
تبتسم لنفسها
يطرب قلبها 
و يضطرب شوقا

عينيها لا يجفلان عن وجهه
تتأمله قسماته
ابتسامته

ترتعش أناملها
و هي تمتد اليه
تجذبه تجاهها

يقف
يمنحها ما كانت دوما تحلم به
يضمها برفق
جمييييييييييل

تضع رأسها علي صدره
تغمض عينيها
تتمني ألا تنتهي تلك اللحظة أبدا

يحملها
يضعها علي حصانه

ينطلق
تضحك
تضحك
تضحك
يتعثر
تسقط
تصرخ
تفيق

تجده  بجوارها
يغط في نوم عميق
بلا حراك
بجواره بطنه الممتد أمامه لنصف متر
تنكزه .. لتوقظه عمدا

تستدير الي الجانب الآخر
لتعود لحلمها ..فلا تستطيع

تسقط دمعتان



ابراهيم حسن

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

الحلم الكبير- الجزء الثالث

بعد مغامرتي الفاشلة مع السيارات
كرهتها كلها
أشعر بغضب شديد
أعرضت عن كل السيارات

قررت ألا أشتري سيارة أخري

لماذا يجب أن يكون لدي سيارة

الكثيرون لا يملكون سيارات
و لا يموتون
ما أجمل الحرية 
تتحرك دون قيود أو قواعد سير
كنت أتلقي يوميا عرضا جديدا لسيارة مختلفة

جديدة .. مستعملة
لم يزيدني هذا الا اعراضا



أيام و شهور مرت

طالت المسافات
بدأ الطريق يشق علي
 أيقنت أنني بحاجة لسيارة أخري
هل لأنني أعتدت علي وجود سيارة
أم لأنها بالفعل حاجة أساسية في حياة الانسان

فتحت ملفاتي
راجعت حساباتي
لماذا غضبت من أعطال سيارتي القديمة
ألم تكن اختياري
ربما أيضا لم أحسن صيانتها
ربما

الآن اكتسبت خبرة جيدة
لن أسئ الاختيار مرة أخري
سأحسن العناية بها و صيانتها
قبل أن أطالبها بالوفاء
ربما أخطأت التقدير أو التصرف

قررت
الحصول علي سيارة أخري
لكن
بعد الخبرة لابد أن أحسن الاختيار هذه المرة
السيارة الجديدة
لايمكن أن يدور محركها الا بالمفتاح الأصلي

لابد من وجود جهاز انذار يعمل بكفاءة
لابد
لابد
لابد


وجدتها

سيارة مصفحة
جيدة الصنع
معلومة المنشأ
ستائرها سوداء داكنة تخفي ما بداخلها
لن أضع بداخلها مصحف مغلق كما يفعلون
فآيات القرآن واضحة بداخلها للعيان

انطلقت بسيارتي الجديدة راضيا
هي ما أبحث عنه

كنت أسير سريعا

عن بعد
سيارة متعطلة علي جانب الطريق
يركلها صاحبها بقدميه
يضربها بيديه

اقتربت 
نظرت اليه و ابتسمت
ضحكت في داخلي
ثم علت ضحكتي
حتي بكيت من الضحك
لقد كان اللص يضرب سيارتي القديمة بعد أن تعطلت به


استيقظت ذات صباح
فزعا
أصوات انذار قوية
نعم
انها هي ....
أحد اللصوص
يحاول الاقتراب من سيارتي الجديدة

لم يسرقها ... لكنه جرحها

أيقنت أنني يجب أن أكون يقظا دائما
لأنه مهما كانت السيارة محصنة
فهذا لا يعني خلو الشارع من اللصوص

.....

ابراهيم حسن

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

سكر زيادة

جلست في قاعة المطار اترقب وصول الزملاء
الوفد يكتمل استعدادا للسفر
رأيته يسلم بحرارة ويوزع الابتسامات
و يساعد هذا و ذاك
شعلة نشاط
ياله من رجل

الدكتور مصطفي في أول الخمسينات
من الواضح أن علاقاته عديدة جدا
كيف يعرف كل هؤلاء و أنا لا أعرف أي منهم
ربما شارك في هذا الوفد من قبل فيعرف بعض أعضائه
أو ربما ...
و لما أشغل نفسي

انطلق الوفد و تفرق كل لعمله
بعد أيام تجمعنا في المقر الرئيسي
فاذا به يشاركني غرفتي في الفندق

لم يكن التعارف تقليلديا
الرجل ودود الي درجة كبيرة جدا
علي الأقل لم آلفها من قبل

عند خروجي من الحمام بعد الوضوء
وجدته قد أسرع مقدما لي منشفة لوجهي
ثم سجادة الصلاة
ما ان فرغت من صلاتي حتي وجدته و قد أعد الشاي و بعض الحلوي
استطرد في أحاديثه التي لم يكن فيها شيء غريب

بدأت أدقق و أتفحص

حديثه يفيض بالمشاعر الطيبة للجميع
و جهه يحمل ابتسامته تخفي لمحات من الحزن

كان يلتقط هاتفه كل بضع دقائق محاولا الاتصال بشخص ما
و علي ما يبدو أنه لا يتلقي الرد
علامات التوتر بادية علي وجهه

يا له من شخص لحوح هكذا حدثتني نفسي
لم لا تمهله بعض الوقت لعله مشغول الآن

انا أتصل بابني و هو لا يرد منذ 6 أشهر
يقاطعني بسبب خلافي مع أمه

صدمتني الاجابة
كيف لهذا الرجل رقيق الحس أن يقاطعه أحد

في القاعة الكبري
تقدم الأستاذ مصطفي كعادته بتقديم يد العون
و حمل الحقائب
لزوجة أحد الزملاء

الوجوم يبدو علي وجه الزميل
يرفض المساعدة المجانية
لماذا ؟
يتوتر بشدة بلا داع
عاد الأستاذ مصطفي و قد علت وجهه الدهشة
أشفقت عليه
لم أعرف كيف أفسر له الموقف

دعوته لكوب من الشاي
انزعج و ترك الشاي بعد أول رشفة
تناول رشفة أخري بعد تأكيدي أن أعددته له بعناية
لم يتحمل صديقي الدكتور مصطفي و أصر علي ترك الشاي

ابتسمت في هدوء
لقد وضعت لك 6 ملاعق من السكر
.
.
.
يا راجل يا سكر

.........

ابراهيم حسن

الجمعة، 31 أغسطس 2012

العودة

خمسة و عشرون عاما
ربع قرن من الزمان
و من عمره
قضاها غريبا

سائحا في بلاد الله
باحثا عن لقمة العيش كما يدعي
أو عن المال و الرفاهية كما يدعون
لكنه قرر أخيرا
قررالعودة

لا لم يقرر
لم يكن أمامه اختيار آخر
بعد حفلة كبيرة بمناسبة بلوغه السن القانوني للتقاعد
نال مكافأة جيدة لانتهاء الخدمة
و أخيرا عاد

يا الله
أخيرا عدت لوطني الحبيب
أبنائي الأحباء أخيرا سأعيش بينهم
و ألعب يوميا مع حفيدي الصغير
زوجتي الجميلة المخلصة سمر
شريكة رحلة الكفاح
الآن دبت في الروح

نعم 
الآن فقط أستطيع أن أشعر بالحياة

منذ خمسة عشر عاما عادت زوجتي الي مصر
غادرت بصحبة لبني ابنتي الكبري لدخول الجامعة
و عاد معها أحمد و هو في المرحلة الاعدادية
و رزقنا الله فيما بعد ب محمد و أخيرا سلمي
كنت حريصا أن أكون بينهم كل بضع أشهر
مرتين أو ثلاث مرات سنويا
صحيح أن مجمل أيام الأجازة لا يتغير
و لكن هذا أفضل بكثير من الانقطاع عنهم عام كامل

الحمد لله علي كل شيء
أستطيع الآن أن أري ثمرة تعبي في هذه الحياة

تزوجت لبني في حفل راق و رزقت بحفيدي الأول
ابنتي الكبري و أقربهم لقلبي تسمي ابنها سامي 
مثلي
كانت تتصل بي يوميا للاطمئنان  علي صحتي
تخرج أحمد من كلية الهندسة
أما أحمد و سلمي فهما لا يزالان في دراستهما الجامعية
هذان اللئيمان لم يتصلا يوما الا من أجل المال
لا يهم
غدا حينما أغمرهم بحناني سيختلف الأمر

لدي سيارة جميلة حديثة
و أسكن في شقة راقية
و زوجتي لا تزال تتمتع بجمالها
كأنني أراها في شبابها
بل تبدو أكثر أناقة 
بفضل الملابس الشيك من أرقي المحلات
و الماس و المجوهرات التي تطوق أصابعها و رسغيها و رقبتها
حتي أرجلها
جميل هذا الخلخال الذهبي
اشتريته لها منذ عشر أعوام في احدي أجازاتي
أما هذا البروش الألماظ الذي يزين صدرها
فكان هدية عيد زواجنا الماضي

أتذكر رفاقي أصدقاء العمر
أسامة و ياسر و حسن و محسن و أحمد
أين هم الآن لم أحدثهم منذ زمن
أمسكت بهاتفي
أريد أن أري أصدقائي القدامي
غريب لا أحد يرد .. ربما غيروا أرقام هواتفهم
ربما انتقلوا مساكن أخري
حتي المقهي لا أجدهم
أين اختفوا جميعا
لا يهم الآن
سأبحث عنهم لاحقا

علي الآن أن أتمتع بوجودي وسط أسرتي
لابد أنهم سعداء ايضا بعودتي
كم كانت أحضانهم دافئة حينما قابلتهم يوم عودتي
و كم كانت فرحتهم طاغية حينما علموا ببقائي بينهم


أجلس في التراس عصرا
أستنشق هواء النيل العليل
و أغمض عيني و أحمد ربي علي كل هذا العطاء

بابا
يأتيني صوت محمد مناديا
أريد ألف جنيه لبعض المراجع و الكتب
بابا
يأتيني صوت سلمي
 أريد ثلاث آلاف لابد أن أحجز دورات دراسية للعام الجديد
أعطيهم ما يطلبون بسعادة
لم لا و هم حريصون علي مستقبلهم

سامي حبيبي .. هكذا تناديني زوجتي رائعة الجمال سمر
حسابي في البنك أصبح صفر لو سمحت حول لي خمسين ألف

و لماذا تريدين كل هذا المبلغ
ترد بتعجب .. كي أصرف منه
مثلما كنا نفعل .. أنسيت ؟؟؟

هذا حينما كنت بعيدا عنك حبيبتي
أما الآن فأنا معك بجانبك حتي يفرقنا الموت
و سألبي كل طلباتك بنفسي

أتعني أنني كلما احتجت شيئا لابد أن أطلبه ؟
ألا أستطيع التصرف بمفردي دون الرجوع اليك ؟

ساد الموقف سكون غريب لم يحدث من قبل
فقد اعتادت أن يكون حسابها عامرا تنفق كيفما تشاء
دون حسيب أو رقيب

تقبلت رغما عنها
علي مضض طلبت بضع آلاف كمصروف شخصي

بابا لدي عيد ميلاد و أريد شراء هدية .. ألف
أريد ملابس جديدة .. ثلاث آلاف
هناك رحلة .. ألفان
اي فون ... أربع آلاف

أصبحت هذه هي اللغة السائدة بالمنزل
بيني و بين أبنائي و زوجتي
لم أنزعج بطلباتهم المادية
فقد وهبني الله كثيرا 
و الآن أتمتع بانفاق هذه الأموال علي من أحب

شهر كامل لم أري حفيدي سامي
أين تلك اللئيمة ؟؟ لماذا تحرمني من حفيدي ؟؟
اعتذرت لبني بانشغالها و زوجها
نعم صعبة هي الحياة
غدا أزورهم أنا
كانت زيارتي قصيرة جدا بسبب اضطرارهم للخروج
و للأمانة فقد فاجأتهم بزيارتي
حمدا لله أنني لم أصل بعد خروجهم

لكني سعيد جدا برؤية الصغير سامي
لماذا لا أتنزه علي كورنيش نيلنا الجميل
اتأمل أضواء القاهرة الساهرة الساحرة

قررت الاتصال بحبييتي سمر لاكمال سهرتي معها
لعلها انتهت من زيارتها لصديقتها
لا مفر من أداء الواجب
لقد أصبحت صديقتها جدة لأول مرة و وجب تهنئتها

رن جرس الموبايل طويلا طويلا
مرات و مرات قبل أن ترد و تتعجب لاتصالي بها
أخبرتها برغبتي في أن تشاركني هذه الأمسية الجميلة في أي مكان تختاره بنفسها
اعتذرت جميلتي فقد أنهكها اليوم و تريد العودة للمنزل

قررت مفاجأتها .. هي تعشق المفاجئات
سبقتها للمنزل مع باقة من الزهور
زجاجة من عطرها المفضل
وجبة كباب ساخن من الذي أعشقه

انتظرت طويلا بالمنزل علي عكس ما توقعت
اعتذرت حبيبتي عن العشاء لأنها تناولته مع صديقتها
لكنها عوضتني بقبلة جميلة عن العطر
و الزهور

أحب الكباب الساخن
حتي لو أكلته بمفردي

نظرت لساعتي فاذا بها تقترب من الثانية عشر
أين هؤلاء الشياطين حتي ذلك الوقت
التقطت هاتفي
أخبروني أنهم سيصلون فورا و أن الزحام هو السبب
وصلت سلمي بعد الثانية عشر بقليل
أما محمد فقد عاد في الواحدة
أحمد أحيانا يبيبت خارج المنزل
 بحكم عمله فلا أعلم متي سيأتي و متي سيذهب

مرت أسابيع و شهور علي ذلك الحال
بدأت أشعر أنني وحيد غريب وسط أسرتي
غريب هو ذلك الشعور

لم يعجبني تأخر الأبناء بالخارج
أو خروجهم الزائد الغير مبرر
نوادي رحلات سهرات أصدقاء صديقات

لم يعجبني خروج زوجتي المتكرر أيضا
صداقات عديدة و متشعبة
يوميا اما في النادي أو الجمعية أو عند صديقة

لم تعجبني مصروفاتهم الغير مبررة
مبالغ طائلة يطلبونها يوميا
بلا شك سأفلس في خلال أعوام ان استمر الحال

كانت سلمي علي وشك الخروج عند التاسعة مساء
حينما ناديتها و سألتها عن سبب خروجها
و كيف أن لبسها ينقصه بعض الحشمة

قبل أن أنتهي من سلمي كان محمد قد فتح الباب و خرج
لا أعلم ان كان سمعني أم لا حينما ناديته

أما سمر فقد كانت كعادتها في غاية الأناقة
حينما استوقفتها و سألتها عن سبب خروجها

الاجابة علي أسئلتي
جاءت متلازمة من كليهما
كصاعقة
.
.
و لماذا تسأل ؟؟؟؟؟؟؟؟