الاثنين، 24 ديسمبر 2012

بطولة من ورق ملون

ما أجمله من مكان
أحببت هدوءه و نظافته
أحببت مشهد المياة في البحيرة الصغيرة تتخللها النباتات
طالما جلست أشاهد وجه القمر
و أراقب الأسماك و هي تقفز من الماء
التقطت صورا رائعة للخضرة فيها
استنشقت روائح عطرة من زهورها

ما ألطف النسيم من بعد العصر و حتي الغروب
خصوصا مع  بداية الشتاء
الهواء رطب لطيف البرودة
يجعلك تشعر بقشعريرة خفيفة
فتدلك ذراعيك بحثا عن الدفء

كنت غارقا في تأملاتي
فجأة
سادت المكان حالة صخب شديدة جدا
هرج و مرج
ماذا حدث
السيارات كثرت
انطلقت أبواقها تصم الآذان
كأننا علي وشك بدء حرب عالمية ثالثة

التفت رغما عني أتابع ما يحدث لأول مرة أمام عيناي
سيارة تسير مسرعة
يظهر شاب من فتحة السقف
ممسكا ببندقيته يصوبها علي كل من حوله
الطلقات تنطلق تباعا
آخر يصوب طلقاته الي السماء
و آخر يلقي بقنابل وسط الطريق

الملابس .. ابتلت بمياه البنادق المائية
الشوارع النظيفة .. تحولت فجأة الي ... مأساة
بسبب قنابل الأوارق الملونة و اسطوانات الرغاوي الفارغة
السماء ... امتلأت ألوانا بالألعاب النارية

توقف السير بفعل الزحام
أخذت أتأمل
السيارات و قد تلونت بالألوان و الأعلام
الأبواق تدوي
الصراخ و الهتاف مستمر

كانت أضواء الصباح توشك علي الظهور
قبل أن تتدخل الشرطة
لتنهي احتفال الجماهير
بفوز فريق البلدة بالكأس

بعد أن أثبت الشباب
 بطولاتهم العظيمة
في فنون و مهارات القتال
بالبنادق المائية
و قنابل الأوراق الملونة

 أصبحت المدينة الهادئة النظيفة اللطيفة
و قد تحولت الي .....  مستنقع
بفعل البشر

هناك تعليق واحد: