الاثنين، 10 سبتمبر 2012

الحلم الكبير- الجزء الثالث

بعد مغامرتي الفاشلة مع السيارات
كرهتها كلها
أشعر بغضب شديد
أعرضت عن كل السيارات

قررت ألا أشتري سيارة أخري

لماذا يجب أن يكون لدي سيارة

الكثيرون لا يملكون سيارات
و لا يموتون
ما أجمل الحرية 
تتحرك دون قيود أو قواعد سير
كنت أتلقي يوميا عرضا جديدا لسيارة مختلفة

جديدة .. مستعملة
لم يزيدني هذا الا اعراضا



أيام و شهور مرت

طالت المسافات
بدأ الطريق يشق علي
 أيقنت أنني بحاجة لسيارة أخري
هل لأنني أعتدت علي وجود سيارة
أم لأنها بالفعل حاجة أساسية في حياة الانسان

فتحت ملفاتي
راجعت حساباتي
لماذا غضبت من أعطال سيارتي القديمة
ألم تكن اختياري
ربما أيضا لم أحسن صيانتها
ربما

الآن اكتسبت خبرة جيدة
لن أسئ الاختيار مرة أخري
سأحسن العناية بها و صيانتها
قبل أن أطالبها بالوفاء
ربما أخطأت التقدير أو التصرف

قررت
الحصول علي سيارة أخري
لكن
بعد الخبرة لابد أن أحسن الاختيار هذه المرة
السيارة الجديدة
لايمكن أن يدور محركها الا بالمفتاح الأصلي

لابد من وجود جهاز انذار يعمل بكفاءة
لابد
لابد
لابد


وجدتها

سيارة مصفحة
جيدة الصنع
معلومة المنشأ
ستائرها سوداء داكنة تخفي ما بداخلها
لن أضع بداخلها مصحف مغلق كما يفعلون
فآيات القرآن واضحة بداخلها للعيان

انطلقت بسيارتي الجديدة راضيا
هي ما أبحث عنه

كنت أسير سريعا

عن بعد
سيارة متعطلة علي جانب الطريق
يركلها صاحبها بقدميه
يضربها بيديه

اقتربت 
نظرت اليه و ابتسمت
ضحكت في داخلي
ثم علت ضحكتي
حتي بكيت من الضحك
لقد كان اللص يضرب سيارتي القديمة بعد أن تعطلت به


استيقظت ذات صباح
فزعا
أصوات انذار قوية
نعم
انها هي ....
أحد اللصوص
يحاول الاقتراب من سيارتي الجديدة

لم يسرقها ... لكنه جرحها

أيقنت أنني يجب أن أكون يقظا دائما
لأنه مهما كانت السيارة محصنة
فهذا لا يعني خلو الشارع من اللصوص

.....

ابراهيم حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق