الخميس، 10 مايو 2012

الهاتف

رن الهاتف
من المتصل ؟
هذا ليس موعد اتصال أمي
و ليس موعد اتصال يوسف زوجي
و لا صديقاتي

هذا موعد عودة يوسف من العمل و هو لا يحب أن يتأخر اعداد الغذاء
يعود المسكين متلهفا للغذاء كما يتلهف الرضيع لصدر أمه
لا يتناول طعام أبدا خارج البيت

في سعادة .. لابد أنه يعشق طبخي
و لما لا فأنا طباخة ماهرة

لا زال أمامي الكثير لأنجزه .. لا وقت لدي للمكالمات
يوسف أعجبه الفستان الأسود الجديد
دائما يقول أنني أبدو جميلة في اللون الأسود

أريد أن أفعل شيئا جديدا اليوم في تسريحة شعري
أي عطر أضع ؟
ابتسمت لنفسها ... علامة الرضا
هي تعرف العطر الذي يحبه

رنين الهاتف لا يزال مستمرا
ما هذا الملل ؟
أريد أن أنهي هذا الصداع
ألو...
صوت نسائي غريب علي الطرف الآخر يجيبها
معذرة للاتصال دون سابق معرفة
لدي خبر هام لك

خيرا ان شاء الله ؟
احذري !!!!
 زوجك علي علاقة بامرأة أخري
من تكونين ؟
فاعلة خير
نعم ؟؟؟؟؟

وجمت لبرهة
احمر وجهها
تسارعت نبضات قلبها
كاد نفسها أن ينقطع
لكنها ما لبث أن تمالكت نفسها ثم تابعت ..

بهدوء غريب و ببساطة أغرب كان ردها
لا أصدقك .. أنت كاذبة
و وضعت فورا سماعة الهاتف !!!!!!!!!!!

ارتدت الفستان الأسود لكنها لم تستطع أن تفعل أكثر من ذلك
دقائق كأنها الدهر حتي رن جرس الباب و عاد يوسف

أخفت ارتباكها بتحضير السفرة
لم يلحظ يوسف أي تغير
كانت حريصة .... ربما ؟
و ربما أنه غير دقيق الملاحظة

عادي ..هذه هي طبيعته
كل ما يهمه هو احتياجته .. يجدها وقتما يريدها
طعامه  .. لبسه ...الخ

لم يهتم يوما بي حقيقة
و لم يستعد لي يوما كما أستعد له
و لم يثني مرة علي اهتمامي ببيته و أولاده
ذهب لقيلولته كعادته و لم يهتم ليعرف ما بي

لا
لم يكن سيئا لهذا الحد
لابد أن أعترف أنه ... أنه...
أن به بعض المزايا

لم يغمض لها جفن
جمعت أطراف الخيوط التي لديها
بدأت تستشعر صدق المكالمة

في بضع أيام كان لديها الخبر اليقين
نعم
حقيقة هو يعرف امرأة أخري
لابد أنه يحبها .... لماذا ؟

حزنت
غضبت
مزقت
حطمت
صرخت
سقطت

بكت بكل جوارحها
بكل حواسها
بكل كيانها

قامت
قاومت

قاومت الانهيار
أدركها عقلها

قالتها له صراحة
أعرف أنك علي علاقة  ...
و أعرف و أعرف

لا أعرف كيف أحاسبك ؟ أو كيف أسامحك ؟
أو كيف ... أو كيف...؟
لكن ما أعرفه جيدا
أنني لن أسمح لها بأن تسرق مني أغلي ما أملك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق