الاثنين، 7 مايو 2012

عروس


الجدة  الأم  البنت
الثلاث معا
الاستعداد يجري علي قدم وساق
فالعريس سيأتي اليوم
الجدة تتذكر كيف أنها عاشت هذه اللحظات الفريدة مرتان من قبل
يوم خطبتها و يوم خطبة ابنتها
و الأم عاشتها مرة واحدة
أما الابنة فهي لأول مرة تشهد قدوم العريس
ربما هي أكثرهم شعورا بالاثارة
الأم سعيدة بالطبع و تتحرك بمنتهي النشاط
أما الجدة فقد ظهر علي وجهها سعادة خافتة وقورة

الأم تجري هنا و هناك
العروس جالسة في سكون في غرفتها
و جهها أحمر من الخجل
 العريس علي وشك القدوم

ما أجمل أن تشعر المرأة بأنها مرغوبة
أما أن تتحول الرغبة الي خطوة جادة و يتقدم لخطبتها
فهذا شعور آخر لا يضاهيه شعور
حتي لو قررت في النهاية الرفض لأي سبب
يكفي أنهم ينفقون النفيس و يلهثون طلبا لودها

بدأت تتحرك بتثاقل و خجل رغم سعادتها
العريس قادم

قررت أن تضع مكياجا خفيفا
و قليل من عطرها المميز الذي يدور رأس الرجال من رائحتة
دارت حول نفسها و هي ممسكة بطرف ثوبها و هي تنظر في المرآة
تحسست وجهها بكفيها و تنهدت

انتقت عباءة سوداء بها بعض التطريز
كانت قد ارتدتها في أحد الأفراح
بلا شك هي أنسب ما لديها لهذا اليوم
هو أيضا اشتري بدلة جديدة
وضع ورده في جيب الجاكيت
رأته من شباك غرفتها و هو يخطو نحو مدخل العمارة
ارتسمت الابتسامة العريضة اخيرا علي وجهها
ضحكت عميقا في داخلها
حتي كاد من بالخارج أن يسمع ضحكتها

بدأت تشعر أنها أنثي من جديد
بعد أن فقدت هذا الاحساس منذ أكثر من 20 سنة

شعرت بقلق عروس جديدة مقبلة علي عش زوجية
من هذا الرجل الذي ستعيش معه
و تقتسم باقي حياتها معه
نداء الأنوثة كبر و كبر في داخلها حتي انتشت
و شيئا فشيا طغت الفرحة علي كل شيء

فتحت صندوق مجوهراتها الذي علاه الغبار
لتنتقي بعض الحلي
اختارت خواتمها بعناية
أساورها
اخذت تقلب هنا و هنا تبحث عن المصحف الذهب الكبير ذو السلسلة الحلبية
كم أشادت صديقاتها  بشياكته
كان ثقيل الوزن و غالي الثمن يوحي بالثراء

أمسكته بيديها و أخذت نفسا عميقا
تنهدت
همت بلبسه
و اذا بها تفتحه
تسمرت نظراتها علي ما بداخله
جرت دمعتان سريعا علي وجنتيها
انه هو
هذه هي صورتة
حبيب العمر
و شريك الحياة
من عاشت معه أحلي اللحظات
و من مات بين أحضانها يوصيها بأبنائهما

احتضنت المصحف الذهبي بكلتا يديها
و ضمته لصدرها و تكومت في سريرها
سحبت غطائها
جرت الدموع في عينيها و هي تسمع صدي ضحكته يتردد في الغرفة
يقول لها أحبك
فردت خلفه كما كانت دائما
و أنا كمان
لا أستطيع أن أكون لأحدا غيرك
و غطت في نوم عميق و دموعها تغرق ابتسامتها
بينما ابنتها و حفيدتها بالخارج تطرقان الباب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق