الاثنين، 28 مايو 2012

حديقة الزهور

أحب الزهور
و من منا لا يحب الزهور

زرت يوما حديقة الزهور
أعجبتني جورية بيضاء

اعجبني دلالها و هي تتراقص مع نسمات الهواء اللطيفة
في أول ربيعها
جلست أراقبها في تعجب
و أسبح من خلق الجمال
هبت نسمة
حملت ريحها لأنفي
فأسقطتني صريعا

هذه هي زهرتي التي دوما أردتها
كنت أذهب يوميا الي حديقتها لألقي نظرة عليها
و أرها تتفتح يوما بعد يوم
فتزداد جمالا
و تزداد رحيقا

أزعجني التفاف النحل و الذباب حولها
فالكل يريد رحيقها بلا مقابل

قررت
و اشتريت وعاءا ذهبيا
حفظتها في وعائي
و سقيتها بماء الورد

لا أستطيع أن أنكر أنني عشقتها
فهي زهرتي المفضلة منذ أمد بعيد

مرة أخري
زرت مصادفة حديقة الزهور
فرأيتها أجمل أروع
من أن أحتفظ بزهرة واحدة

تجولت هنا و هناك
أعجبتي زهرة البنفسج بألوانها الرائعة
التفت فاذا بياسمينة
و فلة كاللؤلؤة
رائحتهما رائعة

أفقت علي القرنفلة
سبحان الخلاق
اللون و الرائحة كيف يجتمعان

أصابتني الحيرة و الدوار من كثرة ما رأيت
قررت أن أحظي كل يوم بوردة

ففعلتها
ما أطيب أن تتزين كل يوم بوردة نضرة جديدة
كل يوم  رائحة
أتلك هي الجنة بزهورها

الفل و الياسمين و القرنفل و البنفسج و ال .. الجوري

أين زهرة الجوري
تذكرت فجأة زهرتي المفضلة
اشتقت لها

فقد غبت عنها يوما أو
أو يومين
لا أدري كم غبت
لكني عدت

هرولت
هالني أنها
قد  ذبلت أوراقها
فقد جف ماء الورد

هدهدتها
جمعت ورقاتها
 و سقيتها

لم يجدي شيء
فقد ذهبت روحها

عدت للحديقة أنتقي زهرة جديدة
فلم أستطع
لقد أزكمتني كثرة الروائح فلم أعد أميز بينها

بكيت ندما علي جوريتي

الخميس، 24 مايو 2012

المعلقة - الجزء الثاني


العجوز الصبية
مصرية

من هذا الذي تقدم لخطبتها
من يجرؤ علي التقدم لامرأة أنهكها الزمن
و أعياها كثرة الأبناء

هل يظن أحدهم أن بمقدوره أن يعيد اليها شبابها

لماذا فجأة أصبحت مطلب و مطمع
لما كثر خطابها؟
و لم لا
هي لازالت فتية
لها حق الحياة

فتجملي و تدللي و تبختري
و تخيري ما شئت ..... و من شئت ....... أنت و أبنائك
لك كل الحق
فأنت درة فوق الجبين ..

لا لا
لا تفزعي لا يمكن أن يرضي أحد لك برفاق السوء
الذين شاركوا ذاك القاتل في عذابك
 أبنائك دوما كرام .. أوفياء يرعو الزمام
يحسنون الاختيار و سوف تحظي بالمرام

ما أجمل العرس حين يتم الاختيار
يكاد القلب ينفطر
و أبنائك يتشاورون
ليختاروا لك الأصلح
فالحمد لله  حمدين و زيادة
و الفتح من الله نرجوه و زيادة
و المرسي بيد الله لشط الأمان 

زهرة

أحب الزهور
من منا لا يحب الزهور

كنت أتريض في الحديقة
شاهدت زهرة
ليست كأي زهرة
حينما تتفتح في أول الربيع
مشدودة.. الأوارق
نضرة البشرة
حمرتها جذابة لا تقاوم
و قطرات الندي تتلألأ علي ورقاتها فتزيدها نضارة
اقتربت أكثر و دققت النظر
فهالني روعة تفاصيلها
و تاه عقلي بنفاذ رائحتها

نعم
أيقنت أنني أعشق الزهور
من منا لا يعشقها
و يتمناها

خطر ببالي لماذا لا أحصل عليها
ذكرتني نفسي بأن حديقتي بها زهرتي المفضلة
التي أخترتها
و رعيتها ما استطعت
فبقيت نضرة رغم الزمن

لا .. لا
هذه الزهرة لا تقاوم
لن أتركها تضيع

تخيلت نفسي و كأنني
هممت بها
لم أستطع قطفها
فعودها قوي
و أشواكها حادة
أدمت يداي ....
و قلبي

علي ما يبدو أنني هرمت
فلا أعرف  كيف ...
أو حتي لا أقوي أن ...
 ألتقط وردة نضرة

أعدت النظر
فآلمتني
حينما رأيت قطرات الندي تسقط من عينيها
كمن تعاتبني وتقول لم أذبلت ابتسامتي
بعد أن ضحكت لك بقلبي
تركتها و شأنها
لعلها ... تعود لنضرتها

أفقت من غفوتي
ابتسمت
و رضيت بابتسامتها

عدت لزهرتي
أستنشق رائحتها
هدأت نفسي
و حمدت الله
أن عندي زهرة

الاثنين، 21 مايو 2012

علمني أن أكون كبيرا


أجلس وحيدا
أحيانا أجلس وحيدا
مختارا أو مضطرا
الأمران سواء

أغيب في تأملاتي و ذكرياتي
و أغرق في أفكاري و صراعاتي

أتذكر حين كنا صغارا نلهو
نجري نضحك
لا ندرك
و لا نبالي لما يحدث حولنا من مسائل الكبار
هناك من يحمل عنا كل الهموم
من يدبر لنا كل المسائل
كم حملت عنا يا أبي

كم أشتاق اليك
كم اشتاق لحكاياتك
منذ صغري كان يحدثني كصديق

و كان يعلمني أن أكون كبيرا

حكي لي عن طفولته اليتيمة
كيف بدأ يعمل و عمره 7سنوات
حكي لي كيف اعتمد علي نفسه
من أعانه .. من تخلي عنه
و من أعطاه ظهره من أقرب الناس

كان يعلمني أن أكون كبيرا

سمعت منه تاريخ بلادي كله قبل أن أقرأه
شارك في الحرب ضد العدوان الثلاثي
شاهدت صوره بلبس المقاومة الشعبية
حكي لي عن تدريبه في معسكرات الاخوان
و عن  حزب الوفد و مصطفي النحاس

حكي لي عن  عبد الناصر و عبد الحكيم عامر
و السادات و الشاذلي
حكي لي عن الملك و حرب فلسطين و الأسلحة الفسدة  و كفاح الاخوان في 48
 و الضبط الأحرار في 52  ... مرارة النكسة في 67  و حلاوة انتصار 73

حكي لي عن معركة رأس العش .. و اغتيال الطفولة في مدرسة بحر البقر
حكي لي عن معتقلات مراكز القوة .. و الاتحاد الاشتراكي و ثورة التصحيح

حكي لي عن الطفل البطل نبيل منصور
و عن الشهيد عبد المنعم رياض و  محمد بدوي
و عن مصطفي مشرفة و سميرة موسي و السيد بدير

حكي لي عن الريحاني و أنور وجدي واسماعيل ياسين
و الضظوي و أبو حباجة و مسعد نور

حكي لي عن اللصوص الذين ارتدوا رداء الوطنية و ضحكوا علي الناس
فهذا الشهيد الذي صنعوا له تمثالا كان لصا يسرق من معسكرات الانجليز
و ذلك المناضل كان يتاجر بالمخدرات
و ذاك استولي علي أراضي البلد
و هذا وذاك و هذا و ذاك
فأصبحت المظاهر لا تخدعني

كان يعلمني أن أكون كبيرا

ذهبنا سويا لاستاد بورسعيد لمشاهدة النادي المصري
و هتفنا معا مصري مصري
ذهبنا لمشاهدة فيلم مولد يا دنيا لعبد المنعم مدبولي
و شاهدنا الحصان و هو يرقص
ذهبنا الي السيرك و التقطنا الصور مع الاسود
ذهبنا لمعرض الغنائم و التقطنا صورا مع دبابات العدو المحطمة
ذهبنا لحديقة الحيوان بالجيزة و شاهدنا الزرافة و سيد قشطة
ذهبنا الي البحر و لعبنا في المياه
و لعبنا بأوراق الكوتشينة و الطاولة

كنا نتناوب قراءة الجريدة سويا
و يشير علي أن أقرأ مقالة وجيه أبو ذكري
و أحمد رجب
و بعدها يناقشني
كان أبي و صديقي

كان يعلمني أن أكون كبيرا

كان يكلفني بشراء احتياجات المنزل
كان يكلفني بالعناية بمتجره .. بالبيع .. الشراء
كان يحملني مئات الجنيهات لتسليمها للتجار قبل سن العاشرة

كان يتناول غذاؤه في المحل و كنت أشاركه
كنا نفطر سويا في رمضان علي الآذان بصوت الشيخ محمد رفعت و تواشيح الشيخ النقشبندي
علمني الصبر علي الشدائد و الصعاب
كم من خسائر تكبدها و لم يهتز
كم من كبوة و لم ييأس

لماذا عمل بحارا أثناء النكسة
و لماذا لم يعمل بتهريب البضائع من بورسعيد مع المنطقة الحرة
لماذا كان كبار التجار يرسلون له بضائع بعشرات الآلاف دون ضمان

كان يعلمني كيف أكون كبيرا

علمني كيف يصبر علي ثورة أمي و غضبها
علمني كيف أكون رحيما
علمني كيف أكون حنونا
علمني الحزم
في صغري كان يعاقبني ضربا بالحزام ....في الهواء
ما مس حزامه جسدي قط
و حين كبرت كان عقابه ...... نظرة

ماسألني يوما ان كنت ذاكرت أم لا
كان فقط يسألني ان كنت بحاجة لشيء أم لا

كان يعلمني أن أكون كبيرا

لكني حينما كبرت
اعجبني عقلي
و أعجبني تفكيري
و رأيي

و نسيت من علمني أن أكون كبيرا

لم أستعن برأيه في مشاكلي
لم يهديني عقلي
أن لديه حكمة السنين
فأيقنت أني لا يمكني أن أكون مثله .. فما لديه كثير

فعذرا أبي كلما حاولت
لم أستطع ان اكون مثلك كبيرا

كم افتقد صداقته
كم أفتقد حكاياته و أرائه
كم افتقده و أفتقد حنانه

نادم لبعدي عنه .. ملعونة الغربة

حتي اذا لم تكن ثريا
أو مسئولا كبيرا
لو لم تجيد السباحة أو ركوب الخيل
أو تشترك في الحرب

يكفيني أنك كنت دوما ..
 لي القدوة و الفخر

و ستبقي دوما
في نظري كبيرا

السبت، 19 مايو 2012

حلم لاعب شطرنج

في صغري أحببت الشطرنج
لا أعلم لما
ربما لأنه لعبة الحياة

 تعلمت لعب الشطرنج
أتقنته
و أتقنت خططه
جامبيت ملك و الوزير
دفاع الأفيال

كبرت و كبرت معي لعبتي
دخلت في تحدي فتحدي ثم تحدي
كسبت كثيرا و خسرت أحيانا
و انسحبت قليلا

حتي أنني كنت أنام فأحلم بأنني لازلت أقاتل
و أشارك في بطولات  كبري

لكن هذه مباراة العمر
المبارة التي لا يمكن أن أنسحب منها
و لن أقبل بخسارتها
فنتيجتها ... تعني الكثير بالنسبة لي
هي التحدي الكبير

حينما بدأت المباراة
لم أجد معي فرسا أو قلعة أو حتي عسكري واحد
وجدتني ألعب بقطع متشابهة و كأنني في مبارة طاولة

فكرت ثم فكرت
كيف أواجه ملكا و وزيرا
و فرسا و فيلا
و قلعة و جنودا
و أنا ألعب بقطع الطاولة

الخصم يتقدم بعساكره و أفراسه
و الملك و وزيره يحتميان بالقلعة  خلف الجنود
لا أستطيع أن أصل اليهما

لم أجد ما أدافع به عن قطع الطاولة
الا
الا أن أجمع كل قطع الطاولة من حولي و أضعها في رقعة الشطرنج
و كلما خسرت واحدة أضعها تحت احد القطع الأخري
حتي وجدت أن قطعي ارتفعت هاماتها
فأصبحت أعلي من قطع الخصم

و أصبح لدي بدل الملك ثلاث
كل يقود جبهه و له خطة
و يشن هجوما من ناحية
و بدل الجندي
جنود كثيييييييييييير

احتدمت المعركة
القتال شرس
كر و فر
ألعاب ماكرة و غير مشروعة
و لا زلت أقاتل و أقاتل

ابدا أبدا لن أستسلم
 فهذه المعركة ليست كأي معركة
هي معركة فاصلة في حياتي
اما الحياة أو الموت

احمرت  يداي بدماء الجنود
حتي وصلت للنهاية
و ربحت المبارة
و نصبت أحد الثلاثة ملكا علي رقعة الشطرنج
و معه وزيران قويان

أما جنودي الأطهار من شهداء المعركة
فقد صليت عليهم و دعوت لهم
أن يكتبهم الله من الشهداء


الخميس، 17 مايو 2012

عالم الحيوان


هل شاهدت من قبل هجرة الحيوانات ؟

جلست أمام شاشة التليفزيون أشاهد أحد برامجي المفضلة
عالم الحيوان
قطيع ضخم جدا من الحيوانات البرية المهاجرة
لماذا تهاجر الحيوانات ؟

انطلق القطيع بالآلاف في مسيرة طويلة عبر مئات الأميال سعيا وراء مرعي جديد
في أثناء رحلة الهجرة
اعترض القطيع مخاطر عديدة
فتارة يهاجمهم مجموعة من النمور أو الأسود ليقتلوا أحدهم
و تارة الحر الشديد يقتل البعض

الي أن توقفت المسيرة فجأة أمام نهر وعر
مياهه تنحدر بسرعة جارفة
فتوقفت المسيرة

بدأ القطيع يتجمع علي حافة النهر
علي ما يبدو الحيوانات تترقب هدوء الماء لعلها تستطيع العبور
لا أمل
الوقت يمر دون تغير و النهر لا يهدأ أبدا
كانت الصورة عجيبة بحق

علي ما يبدو أن التغيير يجب أن يأتي من داخلهم
دون سابق انذار قفز أحد أفراد القطيع الي النهر محاولا العبور فجرفه تيار النهر العنيف
يا له من أحمق
اعتقدت أن القطيع سيتراجع بعد رؤية هذا المشهد

بعد دقائق قفزت مجموعة من خمس أو ست حيوانات فجرفها التيار أيضا
بعد دقائق أخري و للعجب قفزت مجموعة أكبر ثم أكبر ثم أكبر
فاذا بجثث الحيوانات تشكل جسرا يسد النهر
ليعبر عليه باقي القطيع

مر جميع الحيوانات الي الشاطئ الآخر من النهر
و تابع القطيع  رحلته بنجاح الي مرعاه الجديد

جلست أتابع هذه الرحلة العجيبة
و أتأملها
و عشرات الأسئلة تدور في رأسي
فقبل أن أكمل صياغة سؤال كان السؤال الثاني يقفز الي رأسي قفزا

و أتسأل لماذا قفز الأول بمفرده ؟
لماذا تصاعدت أعداد الحيوانات التي تقفز رغم تعرضهم للموت ؟
لماذا لم يتراجعوا ؟
و أتعجب من النتيجة النهائية
كيف عبر باقي القطيع في النهاية و وصل لغايته
من علمهم هذا ؟
لا اله الا الله

تذكرت قول الله تعالي
فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ "
فتسألت هل لهجرة هذا القطيع من معني ؟

أخيرا وجدتها ...

سبحان الله لولا هذا الأول ما عبر القطيع و ما قامت ثورة

رحم الله  محمد البوعزيزي أول من قفز في نهر الثورة التونسية
و رحم الله المجموعات المتتالية من الشهداء الذين قفزوا في النهر العاتي
نهر الثورة المصرية

ليعبر باقي القطيع


الثلاثاء، 15 مايو 2012

مين حبيب بابا 2


نظرت اليه
كان متكوما في سريره
ملتحفا بغطائه الا وجهه
نظراته حائرة
تائهة

سألته ماذا بك؟
قال لا شيء.
سألته ثانية
فقال ببرائته المعهودة
 " تعال نيمني أنا كمان"

فزعت
انتفضت من جوار أخته
لماذا لم أنتبه له و لحاجته من قبل

هل لأنه مطيع
حينما تصدر أوامر النوم
يقول لي " تصبح علي خير " و ينصرف بهدوء لسريره
و لا يعود الا حينما أناديه و هو علي باب الغرفة
فين بوسة بابا ؟
فيعود و يقبلني
فأسأله فين حضن بابا
فيحضنني ثم ينصرف في هدوء لسريره

في ذلك اليوم بقي ساكنا في مخدعه  يراقبني و أنا أهدهد أخته لتنام
ربما شعر بالغيرة
و ربما هو أيضا بحاجة لذلك الحنان

ذهبت اليه في سريره في الجهة المقابلة من الغرفة
فاذا بأخته تصيح كي لا أتركها
أردت لو أنقسم نصفين لأبقي مع كليهما
أو أضمهما معا و ننام سويا أحدهما علي كتفي الأيمن و الآخر علي الكتف الأيسر

افسح لي مكان بجواره
و دفن رأسه في صدري
ضممته بقوة

سألته بهمس
مين حبيب بايا
قال بهمس
 أنا
مين روح بابا
أنا

قلت له انت أكتر من أحبه في الدنيا
قال و أنت كمان اكتر من أحبه في الدنيا

ربت علي ظهره
سرعان ما نام
قبلت رأسه
و عدت سريعا لأتمم مهمتي الجميلة مع أخته

الجمعة، 11 مايو 2012

المعلقة

مصرية
سيدة عجوز
شخصية قوية

لا زالت قوية
تاريخها و سيرتها تشهد بذلك
كل من حولها يعرفها جيدا
الحسب .. النسب .. العز .. الجاه
الكرم .. العطاء .. الحنان

سبحان الله
دوام الحال من المحال
أعيتها كثرة الأبناء .. الأمراض .. قلة الحيلة

كم هي ثقيلة الأيام

تحملت مصرية صعابا كثيرة
قسوة و جحود من الجميع
حتي الأبناء و الاخوة
رغم ذلك لم تنحني قامتها يوما

حظها العثر أوقعا فيمن لا يرحم
رجل قاس .. غليظ القلب

أعواما و أعواما مرت عليها
و هي تبيت في غم من القهر
استولي علي كل شيء
لم يترك لها ما تحفظ به ماء وجهها
أهانها في كل مكان
أصبح أبناؤها يعيرون بفقرهم

اضطرت أن ترسل بعض أولادها الي اخوتها
لعلهم يجدون فرصة أفضل في العيش

كالعادة تنكر لها الاخوة
نسيوا أيام الرغد و الكرم
نسيوا خيراتها ..حين فاضت عليهم و علي أولادهم
جاء اليوم الذي تحتاج فيه الكبيرة للصغار

كانوا أقسي من الزمن
و من ذلك الوغد
الذي سلبها ثروتها .. و كرامتها

آآآآآآآآه
كم فقدت من أبنائها
كم منهم عاني معها مرارة الفقر و المرض
و كم منهم نسيها و انشغل بنفسه
كم منهم ضل الطريق
و كم عاد

السيدة تتهاوي
تكاد تسقط
من يستطيع أو من يبال بنجدتها؟

أخيرا نالت حريتها من ذلك القاسي
هل هناك من يظن أن بمقدوره أن يعيد اليها شبابها و حياتها و كرامتها

الخطاب كثيرون يطرقون الباب
ما بين طامع و طامح
فمن تختارين يا أمي ؟

الخميس، 10 مايو 2012

الهاتف

رن الهاتف
من المتصل ؟
هذا ليس موعد اتصال أمي
و ليس موعد اتصال يوسف زوجي
و لا صديقاتي

هذا موعد عودة يوسف من العمل و هو لا يحب أن يتأخر اعداد الغذاء
يعود المسكين متلهفا للغذاء كما يتلهف الرضيع لصدر أمه
لا يتناول طعام أبدا خارج البيت

في سعادة .. لابد أنه يعشق طبخي
و لما لا فأنا طباخة ماهرة

لا زال أمامي الكثير لأنجزه .. لا وقت لدي للمكالمات
يوسف أعجبه الفستان الأسود الجديد
دائما يقول أنني أبدو جميلة في اللون الأسود

أريد أن أفعل شيئا جديدا اليوم في تسريحة شعري
أي عطر أضع ؟
ابتسمت لنفسها ... علامة الرضا
هي تعرف العطر الذي يحبه

رنين الهاتف لا يزال مستمرا
ما هذا الملل ؟
أريد أن أنهي هذا الصداع
ألو...
صوت نسائي غريب علي الطرف الآخر يجيبها
معذرة للاتصال دون سابق معرفة
لدي خبر هام لك

خيرا ان شاء الله ؟
احذري !!!!
 زوجك علي علاقة بامرأة أخري
من تكونين ؟
فاعلة خير
نعم ؟؟؟؟؟

وجمت لبرهة
احمر وجهها
تسارعت نبضات قلبها
كاد نفسها أن ينقطع
لكنها ما لبث أن تمالكت نفسها ثم تابعت ..

بهدوء غريب و ببساطة أغرب كان ردها
لا أصدقك .. أنت كاذبة
و وضعت فورا سماعة الهاتف !!!!!!!!!!!

ارتدت الفستان الأسود لكنها لم تستطع أن تفعل أكثر من ذلك
دقائق كأنها الدهر حتي رن جرس الباب و عاد يوسف

أخفت ارتباكها بتحضير السفرة
لم يلحظ يوسف أي تغير
كانت حريصة .... ربما ؟
و ربما أنه غير دقيق الملاحظة

عادي ..هذه هي طبيعته
كل ما يهمه هو احتياجته .. يجدها وقتما يريدها
طعامه  .. لبسه ...الخ

لم يهتم يوما بي حقيقة
و لم يستعد لي يوما كما أستعد له
و لم يثني مرة علي اهتمامي ببيته و أولاده
ذهب لقيلولته كعادته و لم يهتم ليعرف ما بي

لا
لم يكن سيئا لهذا الحد
لابد أن أعترف أنه ... أنه...
أن به بعض المزايا

لم يغمض لها جفن
جمعت أطراف الخيوط التي لديها
بدأت تستشعر صدق المكالمة

في بضع أيام كان لديها الخبر اليقين
نعم
حقيقة هو يعرف امرأة أخري
لابد أنه يحبها .... لماذا ؟

حزنت
غضبت
مزقت
حطمت
صرخت
سقطت

بكت بكل جوارحها
بكل حواسها
بكل كيانها

قامت
قاومت

قاومت الانهيار
أدركها عقلها

قالتها له صراحة
أعرف أنك علي علاقة  ...
و أعرف و أعرف

لا أعرف كيف أحاسبك ؟ أو كيف أسامحك ؟
أو كيف ... أو كيف...؟
لكن ما أعرفه جيدا
أنني لن أسمح لها بأن تسرق مني أغلي ما أملك

الاثنين، 7 مايو 2012

عروس


الجدة  الأم  البنت
الثلاث معا
الاستعداد يجري علي قدم وساق
فالعريس سيأتي اليوم
الجدة تتذكر كيف أنها عاشت هذه اللحظات الفريدة مرتان من قبل
يوم خطبتها و يوم خطبة ابنتها
و الأم عاشتها مرة واحدة
أما الابنة فهي لأول مرة تشهد قدوم العريس
ربما هي أكثرهم شعورا بالاثارة
الأم سعيدة بالطبع و تتحرك بمنتهي النشاط
أما الجدة فقد ظهر علي وجهها سعادة خافتة وقورة

الأم تجري هنا و هناك
العروس جالسة في سكون في غرفتها
و جهها أحمر من الخجل
 العريس علي وشك القدوم

ما أجمل أن تشعر المرأة بأنها مرغوبة
أما أن تتحول الرغبة الي خطوة جادة و يتقدم لخطبتها
فهذا شعور آخر لا يضاهيه شعور
حتي لو قررت في النهاية الرفض لأي سبب
يكفي أنهم ينفقون النفيس و يلهثون طلبا لودها

بدأت تتحرك بتثاقل و خجل رغم سعادتها
العريس قادم

قررت أن تضع مكياجا خفيفا
و قليل من عطرها المميز الذي يدور رأس الرجال من رائحتة
دارت حول نفسها و هي ممسكة بطرف ثوبها و هي تنظر في المرآة
تحسست وجهها بكفيها و تنهدت

انتقت عباءة سوداء بها بعض التطريز
كانت قد ارتدتها في أحد الأفراح
بلا شك هي أنسب ما لديها لهذا اليوم
هو أيضا اشتري بدلة جديدة
وضع ورده في جيب الجاكيت
رأته من شباك غرفتها و هو يخطو نحو مدخل العمارة
ارتسمت الابتسامة العريضة اخيرا علي وجهها
ضحكت عميقا في داخلها
حتي كاد من بالخارج أن يسمع ضحكتها

بدأت تشعر أنها أنثي من جديد
بعد أن فقدت هذا الاحساس منذ أكثر من 20 سنة

شعرت بقلق عروس جديدة مقبلة علي عش زوجية
من هذا الرجل الذي ستعيش معه
و تقتسم باقي حياتها معه
نداء الأنوثة كبر و كبر في داخلها حتي انتشت
و شيئا فشيا طغت الفرحة علي كل شيء

فتحت صندوق مجوهراتها الذي علاه الغبار
لتنتقي بعض الحلي
اختارت خواتمها بعناية
أساورها
اخذت تقلب هنا و هنا تبحث عن المصحف الذهب الكبير ذو السلسلة الحلبية
كم أشادت صديقاتها  بشياكته
كان ثقيل الوزن و غالي الثمن يوحي بالثراء

أمسكته بيديها و أخذت نفسا عميقا
تنهدت
همت بلبسه
و اذا بها تفتحه
تسمرت نظراتها علي ما بداخله
جرت دمعتان سريعا علي وجنتيها
انه هو
هذه هي صورتة
حبيب العمر
و شريك الحياة
من عاشت معه أحلي اللحظات
و من مات بين أحضانها يوصيها بأبنائهما

احتضنت المصحف الذهبي بكلتا يديها
و ضمته لصدرها و تكومت في سريرها
سحبت غطائها
جرت الدموع في عينيها و هي تسمع صدي ضحكته يتردد في الغرفة
يقول لها أحبك
فردت خلفه كما كانت دائما
و أنا كمان
لا أستطيع أن أكون لأحدا غيرك
و غطت في نوم عميق و دموعها تغرق ابتسامتها
بينما ابنتها و حفيدتها بالخارج تطرقان الباب



الأحد، 6 مايو 2012

في الملعب السياسي المصري

تعليق أعجبني في الفيسبوكية

في الملعب السياسي المصري:
الاخوان: اللاعب الحريف الذي لايمرر لزملائه و يريد أن يمشي بالكرة من الجون للجون و يتسبب في خسارة فريقه بأنانيته
الليبراليين: لاعب أمور و حبوب و مالوش في الكورة و زعلان ان ما حدش بيمرر له كرة
الناصريين: لاعب أخذ فرصته كاملة و تسبب في هزيمة فريقه "67"-صفر في الماتش السابق و بيحاول يقنع الناس انه الماتش ده هيلعب كويس بدون أن يغير طريقته
شباب الثورة: لاعب وسط الملعب اللي عمال يجري يمين و شمال و يبذل مجهود و في الآخر مجهوده ما لوش فايدة لأنه لا يترجم لأهداف
السلفيين: حارس المرمى الذي يذود عن فريقه الخسارة ببسالة و لكنه لا يستطيع أن يسجل أهداف ليكسب فريقه
البرادعي: محلل استوديو التحليل التليفزيوني البارع في وضع الخطط و انتقاد طريقة اللعب و هو أصلا عمره ما لبس شورت و فانلة في حياته
الحازمون: الألتراس - زعيم و تابعين و تعصب دون تفكير 
الاعلام: المشجعين العديمي الأخلاق الي طول الماتش يشتموا في لعيب من فرقتهم 
الشعب: الجمهور الذي يتفرج على كل هذا من خلال شاشة التليفزيون من بعيد و اذا لم يفتح التليفزيون فلن يدري بوجود كل هؤلاء أصلا لعدم وجود أي منهم في الشارع

لكني أعتقد أن

الليبراليين: لاعب جيد و نشيط و ممكن يجيب أهداف لكنه أناني أيضا و لسانه طويل و شورته قصير و علشان كده محدش بيحب يمرر له الكرة

السلفيين : لاعب ناشيء تحت السن و امكاناته و مهاراته محدودة جدا لكنه محبوب و علشان كده بتجيله الكورة كتير و كل ما توصل له يا اما يطلعها بره يا يجيب جون في نفسه

أما المجلس العسكري فهو لاعب واقف تسلل و عمال يجيب اجوان بالهبل و خط الدفاع عمالين بيتخانقوا مع بعض و سايبينه يجيب اجوان براحته

أما قوات الشرطة العسكرية و الأمن المركزي فدول الواد أبو جلابية اللي نزل في ماتش الزمالك و الأفريقي و لكن لما الضرب سخن قعد يضرب هو كمان

أما الحكم
فهو - الله تعالي - من سيحاسب الجميع علي أفعالهم

أستغفر الله العظيم من كل ذنب و أتوب اليه