الثلاثاء، 20 مايو 2014

الوتد


نشأ في شجرة عريقة
تمتد جزورها في عمق التاريخ
لتزداد رسوخا و قوة و صلابة
و أصالة

لا يعرف الزيف و لا الوهن
كبر .. اشتد عوده
ليورق و يزهر و يزين الشجرة

قالوا أنه كبر .. نضج
اصبح وتدا قويا

الآن يمكن غرسه بمفرده
يمكنه أن يثبت و يتحمل
و يحمي من يتشبثون به

فرح الوتد بما آل اليه من المهام
فهو في نظر من حوله
قد كبر
تأنق و تألق زهوا بفتوته
تأهب
حد سنه
قفز في الميدان
كان حادا بما يكفي
لكي يغزو الأرض بمفرده
تشبث كيفما يكون الوتد

غزا  الأعماق بقوة
ليتشبث و يثبت
أكثر و أكثر
و هو مزهوا بقدرته

لم يكن يفهم أنه في الحقيقة .. 
يغوص
 يوما بعد يوما

زادت الرياح
زادت الأحمال
و لكي يثبت
زادت قوة الضربات علي رأس الوتد
لكي يغوص و يغوص
أكثر و أكثر

غاص الوتد حتي رقبته
اختنقت أنفاسه
و الضربات لا زالت تزداد قسوة

تململ الوتد
أراد الفرار
لكنه كان قد غاص
عميقا عميقا
و لم يعد هناك مجال للفرار

استسلم الوتد
شاخ الوتد
جفت عروقه
تهشمت الرأس من كثرة الضربات
تفتت الوتد
بعد أن منح الحماية للكثيرين
لم يعبأ به أحد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق