الجمعة، 10 أكتوبر 2014

رحلة الي الدكتوراه


يا لها من رحلة شاقة
كانت رحلتي الي الدكتوراه
شاقة بمعني الكلمة
فما أصعب المذاكرة مع العمل بالجامعة
مع السعي لطلب الرزق في العمل الخاص
مع مسئوليات البيت و الزواج

أخيرا انتهت الاختبارات
انهيت النظري و العملي
لم يتبق الا جزء بسيط من الاختبار الشفوي
لجنتى التشريح و الأمراض

دخلت و كل ثقة و أمل
سألني الممتحن
ما هو تخصصك
أجبته : جراحة أذن و أنف و حنجرة
اذن قل لي ما هي أنواع أورام المبيض
صمت لبرهة
ثم أجبت أن تخصصي أنف و أذن و حنجرة
أجاب الممتحن
هذا امتحان علم أمراض
ابتسمت
قال أتضحك
قلت شر البلية ما يضحك
قال أتسخر
قلت يكفي هذا
شكرته و انصرفت من اللجنة
لأنتظر 6 أشهر لأعيد التجربة

كان نفس الأستاذ
سألني هل هذه أول مرة لك
قلت : لا الثانية
فيما سألتك في المرة السابقة ؟؟ .. في أمراض المبيض ؟؟
لا اتذكر يا سيدي (ماكر)
اذا دعنا من أمراض المبيض
ما هي أورام المشيمة
يا سيدي أقسم لك تخصصي أنف و اذن و حنجرة و ليس أمراض النساء
أجابني اجابته الشهيرة
هذا امتحان علم أمراض

لأعود بعد 6 أشهر أخري
و أقابله فيسألني لأول مرة عن أورام الأنف
تنفست الصعداء
و انطلقت جريا للجنة التشريح

قابلني الممتحن بابتسامه جميلة
و سألني السؤال المعهود
ما تخصصك ؟
أجبته أنف و أذن
سألني بارتياح شديد
قل لي يا بني ما هو تشريح قناة فالوب عند المرأة
أقسمت له أن تخصصي أنف و اذن
قال هذا امتحان
قاطعته نعم هذا امتحان تشريح

ذهبت للأستاذ الكبير
ماذا نفعل سيدي
لقد هرمنا في هذا الامتحان
عملت في عيادة الأستاذ الكبير 6 أشهر بدون أجر
مقابل النجاح في الدور التالي

لا أعلم لما بعد ذلك ألقي القبض علي
و أنا أقوم بعملية اجهاض لاحدي السيدات


ملحوظة (هي ليست قصتي الشخصية و لكن الكثير من تفاصيل القصة حقيقي)

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

ساعة لله



 بعد أن رزقت بابني قررت عمل عقيقة

السوق يبدأ بعد الفجر
و تستطيع أن تنتقي ما تشاء
و بأحسن الأسعار
هكذا أخبرني صديقي أحمد

ليس لدي خبرة في شراء الأغنام
لا تبالي .. سأرسل لك من يعاونك

و هكذا كانت الخطة
انطلقت بعد صلاة الفجر مباشرة
لأصل لنقطة المقابلة
و أقابل الشخص المطلوب
بعد قليل من الانتظار
وصل الأخ محمد
شاب في أول الثلاثينات .. ملتحي ..  يلبس جلبابا قصيرا مثل كثير من السلفيين
ملامح هادئة .. وجه بشوش.. يبدو في حالة سكينة و تصالح مع النفس
لم أتوقع هذه الهيئة
ربما تصورته في هيئة تاجرماشية أومزارع 
هكذا أوحوا لي حينما قالوا عنه خبير في شراء المواشي
تخطيت سوء فهمي و بدأت التعرف علي دليلي و رفيق الرحلة

موظف حكومي .. خريج كلية نظرية
مالك و الأغنام و المواشي و تجارتها
هذه خبرة مكتسبة .. من كثرة الشراء

لماذا تشتري كثير من المواشي هل تتاجر بها
ابتسم صديقي قائلا
أذهب كثيرا للسوق لمساعدة من يحتاج مساعدة
فلدي ساعة يوميا  لله
 أعين فيها أي محتاج
توقفت طويلا أمام عبارته الأخيرة ..
أفكر فيها .. و أحاول فك طلاسمها
.. ساعة لله

وصلنا سوق الماشية و بعد بضع خطوات
توقف و التفت الينا فجأة 
و كأنما تذكر شيئا هاما مفاجئنا
ثم سألنا
هل قلتم دعاء دخول السوق
قلنا لا
قال اذن رددوا خلفي
فأخذنا نردد الدعاء خلفه
عقب قائلا
هكذا لن نخذل ان شاء الله
قالها بثقة كبيرة
و أردف توكلنا علي الله

يا الهي ما هذه الرجل
ما هذه الثقة في كلماته
انه يتحدث بيقين عجيب

أخذ يمارس مهمته  و يفحص هذه و تلك
و يجادل في السعر
و ينتقل من بائع لبائع
و يعود ليسألني عن المبلغ الذي أستطيع دفعه
و يناقشني و ينتقل
الي ان استقر عند أحدهم
و انتقي المطلوب و استقر الأمر
توكلنا علي الله

فجأة صرخ صاحبنا علي البائع
لصوص .. لن نشتري منكم
الصبي يبدل ما اخترناه من أغنام

كيف انتبه صديقي
لا أعلم
اعتذر التاجر بأن هذا تصرف طائش من الصبي
و أقسم عشرات بل مئات المرات
أشفقت عليه و أتممت البيع
وسط تأنيب عنيف من صديقنا للبائع

خرجنا من السوق و أنا أشكر الأخ محمد
هكذا كنت أناديه
كنت أعتقد أن مهمته انتهت
حتي فاجأني صديقنا
مذا ستفعل بالأغنام
اين ستذبحها .. قلت لا أعلم
قال توكلنا علي الله

انطلقنا بالسيارة حتي ذهب بنا الي مكان بسيط
نادي شخصا ما
و تفاوض معه
و بدا الأخير مهمته في الذبح و السلخ و التهيئة

انتهت المهمة الشاقة بنجاح
قادنا للطريق الرئيسي
استأذننا صديقنا للانصراف
شكرته و أردت أن أكافئه بشئ ما

نظر للسماء و أشار بسبابته لأعلي

انصرف بعد أن بقي معنا أكثر من 4 ساعات
و ليست ساعه ... لله

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

الطريق

حينما انتقلت للعمل الجديد .. في البلد الجديد ..
كان العمل يوفر السكن و سيارات لنقل الموظفين .. و لما كانت السيارة تتسع لأكثر من عشرين فردا .. و لما كان سكن هؤلاء في أماكن متعددة .. فكانت سيارة العمل تسير في طريق طويل ممل
و كان علينا أن نستقل السيارة في ر4 رحلات ذهاب و عودة يوميا.. تستغرق الرحلة الواحدة حوالي نصف ساعة في طريق لا يحتاج لأكثر من خمس دقائق بالسيارة .. مع بخلفية موسيقية  من اختلاط اللغات و اللهجات للمتحدثين داخل السيارة من هندي لفلبيني لعربي بعدة لهجات مصرية و فلسطينية و سورية و لبنانية .. تشعر أنك تعيش في جو أشبه بأجواء حظيرة الدجاج
بعد ما يقرب من ستة أشهر من المعاناة أخيرا انتهت الاجراءات القانونية و الادارية و استخرجت كل الشهادات و البطاقات و التراخيص و التماحيص و التفاحيص المؤهلة لكي تستطيع الاقامة و العمل في ذلك البلد .. و الذي كان قبل بضع سنوات يفرش لك الأرض بالورورد لمجرد تفكيرك بالقدوم ..
المهم أنني أخيرا استطعت الحصول علي سيارة خاصة لعلي اتخلص من تلك الرحلات الشاقة بالسيارة الجماعية .. أنهيت العمل و انطلقت لسيارتي دون انتظار لموعد تحرك سيارة العمل كالعادة بعد 15 دقيقة .. وصلت منزلي بعد نصف ساعة .. اكتشفت أنني كنت اسير بنفس الطريق الذي تسير به سيارة العمل ... و كأن الطريق مرسوم و الموعد محسوم 

الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

الميكروفون (قصة قصيرة - حقيقية)

 قبل سفري للخليج
تم بناء مسجد خلف منزلي مباشرة في مساحة صغيرة كان المفترض فيها أن تكون متنفث بين العمارت أو مكان للسيارات أو حتي لعب للأطفال
المهم أن هذه المساحة الضيقة المحاطة بمباني من جميع الاتجاهات تم بنائها كمسجد و الحمد لله و صليت فيه قبل ما أسافر مباشرة

في احدي الأجازات السنوية : وصلت بورسعيد مع آذان فجر الجمعة شعرت بالسعادة ان المسجد قريب جدا من باب العمارة ( 5 متر تقريبا) صليت الفجر و صعدت للنوم .
صحيت علي أذان الظهر في حالة هلع شديد
فقد تم تركيب ميكروفون المسجد فوق غرفة نومي تقريبا
أنا في الدور الثالث و العمارة خمسة أدوار

قلت مش مشكلة يمكن علشان مش متعود و مجهد من السفر
نزلت صلينت الجمعة و عدت للمنزل لأكمل نوم (في قمة الاعياء و التعب)
فوجئت أن الميكروفون عاد للعمل مرة أخري مش فاهم ليه. قلت يمكن فيه حد تايه و لا حاجة و لا فيه حد عنده مشكلة بيحاولوا يساعدوه.

بدأت أشعر بالغثيان من كتر الصداع و الصوت العالي. طيب أعمل ايه أنزل أكلمهم أعرف ايه الموضوع و اترجاهم يقفلوا الميكروفون. قلت في نفسي تعال علي نفسك شوية و اصبر. أكيد فيه حاجة مهمة و ان شاء الله يخلصوا

الشيخ قعد يتكلم من 15 الي 20 دقيقة تقريبا مش فاهم في ايه. الصوت بيوش و مش واضح أوي لكنه مزعج جدا جدا. لكن الحمد لله توقف الميكروفون عن العمل و نمت

صحيت بعد ساعتين قلت أروح أروح بقي أسلم علي أهلي. نزلت الشارع قابلوني الجيران و سلموا علي و الترحيب و الذي منه. تذكرت الميكروفون و الصوت العالي و حبيت أعرف ايه المشكلة اللي الشيخ كان بيتكلم فيها بعد انتهاء صلاة الجمعة.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قالولي مشكلة ايه؟
مفيش مشكلة و لا حاجة
ده الشيخ عاطف كل جمعة كده بيحب يعطي درس بعد الصلاة
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

قولتلهم طيب ليه في الميكروفون ليه مش في المسجد
أنا خلصت الصلاة خلاص و عايز أنام أو عايز أسمع أي حد تاني غير الشيخ عاطف و لا هو لازم أسمع الشيخ عاطف غصب عني و أنا في غرفة نومي؟

قالولي يا دكتور الشيخ عاطف راجل طيب
قلتلهم و ماله بس برضه ده مش معناه اني اسمعه غصب عني
و لقيت علامات الاستغراب علي وجوه الناس
اللي مش عاجبه كلامي
و اللي مش عاجبه الميكروفون بس مش قادر يعترض

فكرت أكلم الشيخ عاطف و بعدين ...
قررت شئ آخر

الحمد لله وفقني الله في شراء شقة أخري و سأنتقل اليها باذن الله

الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

و اللي سرق في مصر كتير كتير .. و يعيش له يوم و لا يومين
الا حرامي اليوم .. لابد سنين و سنين
لا ثورة قادرة عليه .. و لا سجن نافع فيه
واحد مفيش غيره .. ملا البلاد زوره
يا رب اخرب بيته .. يا رب اخرب بيته
في جهنم بني بيته

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

أغرب القضايا

حضرت لي مريضة في العشرين تقريبا من عمرها .. تشكو من وجود شوكة في الحلق من بعد الغذاء
تجهزت بكامل العدة و العتاد للقيام بدور البطولة و استخراج الشوكة الي هي بالطبع عظمة سمك
لبست ضوء الرأس و اختبرت قوة الاضاءة و أمسكت بخافض اللسان و بيدي الأخري الجفت الذي سألتقط به الشوكة
و بكل الثقة أخبرتها أن تطمئن فما هي الا دقائق و تكون الشوكة خارج الحلق
أخذت افحص و ابحث و أبحث علني أجد هذه الشوكة اللعينة .. أعدت المحاولة مرات و مرات و في كل مرة لا أجد شيء
فأسألها عن مكان شعورها بالألم فتشير الي سقف الحلق .. فأبحث و لا أجد شيئا
بدأت يتسرب اليأس الي قلبي .. و سألتها عن نوع السمك الذي أكلته .. لعل شوكته صغيرة
أجابتني بهدوء أنها لم تكن تأكل سمك و لكن كانت تأكل محشي كرنب
كدت أنفجر غيظا .. و بدأت في التهكم عليها .. و أنا علي يقيني المعتاد بأنها فتاة مدللة عابثة
اكتسي وجه الفتاة حزنا و أنا أتهكم عليها و بدا عليه الجد ..
لعلهم وضعوا سمكا في المحشي .. و لكن ماذا أفعل و أنا لا أجد شيئا
بدات أشعر بالتعاطف مع الفتاة .. فنظرتها تبدوا عليها الجدية و ليس العبث
فخطر ببالي أن أفحصها بالميكروسكوب و ياللعجب .. فقد وجدت أن الشوكة عبارة عن قطعة من الشبت اليابس تشبه شوكة التين الشوكي و قد التصقت بسقف الحلق .. لم تكن سعادتي باستخراج الشوكة  و لكن لأنني تعلمت درسا

الأحد، 27 يوليو 2014

عاشت غزة


تناولت جهاز التحكم عن بعد
اتنقل بين قنوات التلفاز في غضب
بث مباشر للحرب علي غزة
يقصفون المنازل
يقتلون الصغار و الكبار
عشرات بل مئات الضحايا يتساقطون

عداد الضحايا مستمر في الارتفاع
في كل دقيقة
مئات الصور لأشلاء بشرية

رغما عني تسقط من عيني عبرات
الضمير العالمي في سبات
الضمير العربي مات

يزداد الغضب
تعلو حدة النقاش و الجدل
في الواقع و علي صفحات الانترنت
عن الحدث
و ما حول الحدث

أتبرأ من كل من يؤيد العدوان
أكاد أحطم الكومبيوتر علي رؤوسهم
اضغط بقسوة علي أزرار لوحة المفاتيح
ثم أغلقه بعنف في وجوههم


أعود لمتابعة المجزرة علي شاشة التلفاز
تأتي لي صغيرتي بقطعة من كعك العيد
أتناولها مع كوب من الشاي
و أنا أتابع سقوط مزيد من الشهداء
و قد جفت العبرات
لك الله يا غزة

الجمعة، 27 يونيو 2014

القيثارة


اكتمل صنعي
أصبحت في أبهي صورة
في أتم استعداد
مرهفة الحس
مشدودة الأوتار

ربما لست أجمل قيثارة
لكني أستطيع
أن أمنح أطيب الألحان
أن أسحر العقول
أن أخطف القلوب و الأبصار

بقيت أنتظر
العازف الماهر
الذي سيقتنيني
من يستطيع أن يخرج طاقاتي
و آهاتي


سنوات قضيتها أنتظر
من يحتضنني بين ذراعيه
من يمنحني الدفء


و أخيرا جاء الفارس
عازفا ماهرا
يعرف تماما كيف يداعب اوتاري
كيف يجعلني اعشق ألحانه
أعيشها و أذوب فيها

جعلني اشعر انني أفضل قيثارة
أخرج مني أفضل نغمات
كل النغمات
كانت انامله الرقيقة تداعبني
تلاعبني
تدفئني
آآآه
كم عشقت لمساته
ضرباته
همساته

كان يعزف 
برقة بعنف
بلين  بقوة
انهكني
متعني

جعلني انتشي بعزفه
كان ماهرا بالمقدمات
بالموضوع

و لكن
يا له من احمق
أنهي سيمفونيته فجأة
هبط من اعلي السلم الي اسفله دفعة واحدة
جعلني افقد حماسي
و احساسي

كرهت عزفه
كرهت انامله
كرهته

تمنيت لو أنه يعرف كيف ينهي اللحن مثلما يبدأه

الخميس، 26 يونيو 2014

الحب الاول


كم كنت أتوق لذلك اليوم
أرجوه أن يأتي
أسهر
أعد الأيام 
كنت أعلم أنه سيأتي
و كنت أنتظره بشوق كبير

لا اعلم كيف وقع حبه في قلبي
منذ وقعت عيني عليه
و رأيته لاول مرة
بل أحببته قبل أن أراه
هكذا أشعر من داخلي

كلما اقترب مني زادت ضربات قلبي 
كلما شممت رائحته تسارعت أنفاسي

يا ويلتي
كيف تعلقت به
و احببته لدرجة الجنون
في لحظات
انه قطعة من قلبي

كبرنا معا
كان يكبر بداخلي
يكبر معي
يكبر بي
اكبر به

و مع ذلك كنت أتخيله دوما
مع امرأة أخري
تعلو وجهه السعادة
لم أتخيل أن يأتي هذا اليوم سريعا
لكنه أتي

وجدته و بكل بساطة
يخبرني
أنه ....
أنه يريد الزواج
نعم
لقد قالها
كيف واتته القدرة أن يخبرني
أنه يرغب بامرأة أخري
يغادر أحضاني لأحضانها

سقطت دموعي رغما عني
وجدتني
أبتسم من بين الدموع
اعلنت له في شموخ موافقتي
سعادتي

سلمته بارادتي لامرأة اخري
طائعة راضية
هذه سنة الحياة
آن الأوان أن أكون حماة

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

يا واد يا تقيل

دون أن يخبرها
دون أن يتحدث بكلمة واحدة

تركها
وسط الزحام
تركته يذهب    
تعلم انه سيعود وحده
لابد أن يعود
فهو لا يستطيع الاستغناء عنها
و لن يشعر بالأمان اذا غابت عن عينيه
لم يعبأ بها
تمادي في عنده
ابتعد بعيدا
كاد يغيب عن عينيها
فزعت
انطلقت خلفه
ترقبه عن بعد لعله يعود
لم يفعل
كان يتهادي في مشيته
لو رأته أم كلثوم لقالت
هذا هو واثق الخطوة
هذا هو ظالم الحسن

شعر بوجودها خلفه
ضحك في نفسه .. لم تقدر علي بعدي
اسرع الخطي
كان سعيدا و هي تلهث خلفه
يا لها من ثقة
كيف علم انه اسرها حبا حتي تجري ورائه وسط الزحام
لا تبالي بنظرات الناس حولها
و هم يضحكون و يتغامزون
كانت تري النساء يغازلونه
و تتمتم بشيء في صدرها
بشئ من القرآن
خائفة من الحسد

مستمر في طريقه
تلاحقه النظرات
و الابتسامات
فلماذا لا يتدلل
و يزيد دلال  فوق دلال
كانت تلاحقه
خطوة بخطوة
تعبت
نادت عليه
لم يبال
توسلت
لم يلتفت
تعبت
صرخت
لا استطيع ملاحقتك
ارجوك توقف
لم يلن لصراخها
كلما نادت عليه
ازداد زهوا
و ازداد خيلاء في مشيته
كلما اسرعت الخطي
اسرع هو ايضا

يئست من اللحاق به
توقفت أخيرا
نادت ابنتها
الحقي باخيك الصغير
قبل ان يضيع وسط الزحام

الأربعاء، 4 يونيو 2014

بهية

بهية و عيون بهية

قصة حب طويلة
و اشتياق
بعد ظلم و قهر .. أخيرا
تزوج أبو العلا من بهية
لم يهنأ طويلا
و لم تفرح بهية

فالعزال كثيرون
و الحاقدون أكثر
قذفوا منزلة بالطوب
أحرقوا بيوت أهله و عشيرته

أخبروه أن كبار القرية لا يرضون عن زواجه من بهية
و لابد أن يطلقها

يتمسك بزوجته .. يرفض الطلاق
يصرخ
بهية زوجتي الشرعية
أهل القرية البسطاء شهود

مشكلة بسيطة و الحل سهل
أحرقوا منازل البسطاء
و أخبروهم أن من حرقها أبو العلا

الأهالي صدقوا
أبو العلا الذي عاش معهم سنين كالاخوان
اليوم يحرق منازلهم

بهية لابد أن تتزوج من شيخ االغفر
هذا هو عرف بلدنا
الشابة الجميلة الولود لابد أن تتزوج عسكري

اعتقلوا أبو العلا
أمروه أن يطلق
رفض بشدة
قال معي الشرعية

لا فائدة
استدعوا المأذون
طلقوه عنوه ... سجنوه .. قتلوه

ليلة عقد قران شيخ الغفر علي بهية
كانت سرادقات الفرح خالية

سألوا ماذون القرية
هل يجوز عقد القران بدون شهود
قال بثقة ..  الدفاتر دفاترنا
سنعقد القران في ثلاث أيام
و نسجل 26 مليون شاهد
بعدها نعلن اتمام الزفاف و نقيم الولائم

يرقص أهل القرية
وسط الطعام يهتف احدهم
ادعوله  ادعوله

.... بيت أبوه


(مع الاعتذار لفيلم الزوجة الثانية)

الجمعة، 30 مايو 2014

الباحث

جلست أتصفح الانترنت لأري مؤشرات نتائج انتخابات الرئاسة
و أخذت أتأمل ما حدث في انتخابات الرئاسة و أقارنه بانتخابات 2012

في  2012 كان النتيجة غير معروفة حتي احصاء آخر صندوق
في 2014 النتيجة معروفة من قبل أن تبدأ الانتخابات

في 2012 كان الاقبال علي اللجان واضح جدا و أشاد الجميع بالأعداد التي بلغت في النهاية 25 مليون
في 2014 كان يولولون علي كل الفضائيات أن الاقبال ضعيف و أخذوا يتسولوا نزول الناخبين و مدوا الانتخابات ليوم ثالث في سابقة عجيبة و لم يكون اليوم الثالث مختلف عن سابقيه و مع ذلك تخرج علينا المؤشرات ان الناخبين 26 مليون

في انتخابات 2012 حينما كان الفرز يتم باللجان
و يخرج مندوب كل مرشح بنتيجة اللجنة موقعة من المدوبين و معتمدة من القاضي
و كان الاحصاء يتم علنا دقيقة بدقيقة علي كل شاشات التليفزيون طبقا لنتائج فرز اللجان
و مع ذلك خرج علينا بعضهم يشكك في النتائج و يدعي أن شفيق كان فائزا

في انتخابات 2014 و التي يجري احصاء نتائجها في السر
فهم يخرجون علينا بمؤشرات فوز ساحق دون شهود و مع ذلك فعلينا أن نصدق
بل و البعض يرقص و يطبل
و يهلل و يهبل و يبهلل و كل تباديل الهاء و الباء و اللام

في 2012 الفائز حصل علي أقل من 52%  و هي نسبة تشابه الديموقراطيات المحترمة في العالم
في 2014 الفائز يقترب من 97 % في نسبة تشابه انتخابات مبارك و هي ما لا يحدث الا في دول العالم الثالث

فقررت أن أسأل الباحث العظيم المشهور باسم السيد جوجل
عن أعداد البشر في الكون و كم منهم يؤمن بوجود اله أو رب في هذه الدنيا
فوجدت أن أصحاب الديانات السماوية 55% تقريبا و أصحاب الديانات الوضعية مثل البوذية و الهندوسية و غيرها حوالي 29% بينما أي أن من يؤمنون بوجود اله 84% تقريبا و يوجد حوالي 16 % من البشر لا دين لهم علي  أو لا يؤمنون بوجود اله

أما عندنا فالسيسي يفوز بنسبة 97% و صباحي 3%

الخميس، 29 مايو 2014

لو يقبل يديه


انطلقوا في جنتهم
كل يبحث عن غايته و متعته
كانت الشمس مشرقة
النسمات عليلة
في الأفق المياة الزرقاء
رمزالحياة كلها

طفلا جميلا
زهرة تتفتح
ضحكته تملأ الحياة سعادة
مثل عبق الزهور التي تملآ المكان

الأب سعيدا
و هو يري المستقبل يجري أمام عينيه .. 
يقفز و يجري و يمرح
يسقط .. فيلقفه

يتحرك خلفه في كل خطوة
يراقبه .. يرعاه
يمتع ناظريه

الجد هو الآخر يتابعهما
يتحرك خلفهما ببطء
بوهن

تتسع المسافة بينهم
تتسع أكثر
حتي غابوا عن النظر
انتظر عودتهما
انتظر طويلا
لم يعودا ..
يسقط .. فلم يجد من يلقفه

الأب لا يزال يلهث خلف صغيره
لم يتوقف ثانية
يراقبه .. يلاعبه .. يدعمه
حتي أجهده

كم مضي من الوقت
لا يدري ساعات هي أم سنوات
لكنه غاب طويلا
تذكر أنه نسي خلفه عجوزا
 حينما عاد .. لم يجده

كان لا يزال
يتابع ابنه
و هو يجري و يمرح
خلف حفيده

كان يتحرك خلفهم ببطء
بوهن
حتي اتسعت المسافة
غابوا عن نظره
و لم يعودوا

بقي وحيدا يتذكر أباه

يتمني فقط لو يقبل يديه

الوسادة الخالية


يتقلب في فراشه
يا له من جو بارد
هل هي بروده الجو ام المشاعر

نظر الي وسادته
يتاملها
يمعن النظر اليها

كان يري وجهها علي الوسادة
نظر في عينيها
ابتسم لها
اراد ان تبادله الابتسامة لكنها لم تفعل

شعر بغصة
لماذا لا تبادله الابتسام
ربما ليست سعيدة
ربما لا تعجبها مشاعره
أو ربما هي ..
خيالا
أوجمادا
مثل لياليه الباردة

يوما فيوما
كانت ملامحها تبهت
لم يبقي الا صورة عيناها
مهما دنا منها
مهما داعبها
وجدها ....ذابلة
تنظر الي سقف الغرفة

استوقفته نظراتها
التقت ليري ما تنظر اليه
وجدها تنظر الي
لا شيء ....

اختفت ملامحها
ذهبت
و كأن لم يكن لها وجود
أغمض عينيه
فلم يرها

أيقن انها
مجرد وسادة

مهما منحها فلن تشع دفئا

الأحد، 25 مايو 2014

قيلولة

قيلولة

كالعادة
طرقت باب الشقة
ثم أدرت المفتاح
رغم علمي أنه لا يوجد أحد بالداخل

أضيء الأنوار
أخلع ملابسي
 أضعها علي المقعد بجوار باب الشقة

أشغل المكيف و المروحة معا
أبحث عن ريموت كونترول التليفزيون و الدش
أختار اي محطة غير مصرية
لا أريد سماع تفاهات و أكاذيب 

أجلس لأتناول طعامي
و أنا أتابع الفيلم الأجنبي الدموي

لماذا أشاهد كل هذه الدماء
هؤلاء النصابون يضحكون علينا بأفلام وهمية
لا وقت لدي لذلك الهراء
لدي وظيفة يجب أن أوليها اهتماما أكبر

لا
لقد منحني الله عقلا أكبر من كوني موظفا
لكني عطلته عن العمل
لابد أن يتحرك هذا العقل المتجمد
فلديه مواهب للقيام بمهام عظيمة في الدنيا
أكبرمن مشاهدة هذه الأفلام التافهة

أشعر ببعض النعاس
دع التأمل جانبا الآن
علي أن أقتنص ساعة من القيلولة
قبل موعد فترة العمل المسائية

أجمع بقايا الطعام قبل النوم
ماهذا !!!
هل تناولت الجبن الأبيض علي الغذاء
كيف و لماذا ؟؟؟
رأسي يدور

لا لا .. تذكرت
لقد كانت وجبة العشاء
نحن الآن ليلا
اذا لا داعي للقيلولة
أمتلك ساعة أخري و ربما ساعتين قبل النوم
أتسكع فيها أمام قنوات الدش
و صفحات الفيسبوك
لأكتب بضع سطور
عن ماذا يعني الاحساس بفقدان الزمن
و العقل

ابراهيم حسن