الثلاثاء، 17 يونيو 2014

يا واد يا تقيل

دون أن يخبرها
دون أن يتحدث بكلمة واحدة

تركها
وسط الزحام
تركته يذهب    
تعلم انه سيعود وحده
لابد أن يعود
فهو لا يستطيع الاستغناء عنها
و لن يشعر بالأمان اذا غابت عن عينيه
لم يعبأ بها
تمادي في عنده
ابتعد بعيدا
كاد يغيب عن عينيها
فزعت
انطلقت خلفه
ترقبه عن بعد لعله يعود
لم يفعل
كان يتهادي في مشيته
لو رأته أم كلثوم لقالت
هذا هو واثق الخطوة
هذا هو ظالم الحسن

شعر بوجودها خلفه
ضحك في نفسه .. لم تقدر علي بعدي
اسرع الخطي
كان سعيدا و هي تلهث خلفه
يا لها من ثقة
كيف علم انه اسرها حبا حتي تجري ورائه وسط الزحام
لا تبالي بنظرات الناس حولها
و هم يضحكون و يتغامزون
كانت تري النساء يغازلونه
و تتمتم بشيء في صدرها
بشئ من القرآن
خائفة من الحسد

مستمر في طريقه
تلاحقه النظرات
و الابتسامات
فلماذا لا يتدلل
و يزيد دلال  فوق دلال
كانت تلاحقه
خطوة بخطوة
تعبت
نادت عليه
لم يبال
توسلت
لم يلتفت
تعبت
صرخت
لا استطيع ملاحقتك
ارجوك توقف
لم يلن لصراخها
كلما نادت عليه
ازداد زهوا
و ازداد خيلاء في مشيته
كلما اسرعت الخطي
اسرع هو ايضا

يئست من اللحاق به
توقفت أخيرا
نادت ابنتها
الحقي باخيك الصغير
قبل ان يضيع وسط الزحام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق