الأربعاء، 25 أبريل 2012

الحلم الكبير- الجزء الثاني



ما أمتع أن تمتلك سيارة جديدة
يتغير شكل الحياة
كنت سعيدا جدا بسيارتي
انطلقت هنا و هناك
تجربة انسانية فريدة
جديدة جدا بالنسبة لي
رأيت بسببها أوجه جديدة للحياة
و اكتسبت الكثير من الخبرات

 أحيانا يبالغ الانسان في الاهتمام بكل شيء جديد
فنالت هي أيضا حظها من ذلك الاهتمام
الزينة
المعطرات

لكن دوام الحال من المحال
لابد أن يقل الاهتمام شيئا فشيئا
فقد أصبحت شيئا عاديا
أو طبيعيا في حياتي

سريعا ما بدأت مشاكلها
انهالت المخالفات
تعددت الأعطال
أعدتها الي الوكالة بعد عدة أشهر
ادعوا أنهم أصلحوها و أنها ستعمل بكفاءة
أعدتها مرة بعد مرة
تأكدت بعدها أن عيب الصناعة لا يمكن اصلاحه
و وجدتني مضطرا لقبولها كما هي

لم تعد تبهجني
لم تعد تمثل أكثر من مجرد .....  سيارة
 لم أعد أبالي بوجودها
و لم أعد أهتم بها
بل أصبحت أستغني عن خدماتها كثيرا

الي أن ....
فوجئت بها
يقودها سائق غيري
من ذلك اللص الذي يجرؤ علي سرقة سيارتي؟

ثم ......؟ ثم ........؟  ثم كيف طاوعته؟
و أدرات محركها و ذهبت معه حيث أراد
كيف تحركت و انطلقت بأقصي سرعة مع اللص
بينما مفتاحها في يدي؟

و لما طاوعته؟
هل لأني لا أغامر أثناء القيادة؟
هل لأني لم أعد أستعملها بما يرضيها؟
أو لأني لا أزينها؟

لا لا
ليس هذا مبرر
هذه سيارة بلا قلب
لم تعي أنني أخلصت لها و احتفظت بها رغم اعطالها
و لم أفكر في شراء سيارة جديدة

صنعت لها كمينا ..حاصرتها
أوقفتها
أمسكت باللص
لكمته  ثم ... ثم تركته

تركته ينصرف
هو لص
هذه وظيفته

لكنها السيارة اللعينة
لما لم تطلق صرخات استغاثة عند اقتراب اللص
و كيف دار محركها بمفتاح مزيف
السيارة الأصلية جيدة الصنع لا يدور محركها الا بمفتاحها الأصلي

كرهتها
كرهت كل السيارات
قررت ألا أقود سيارة قبلت بقائد غيري
تركتها بلا مقابل

اللص الأحمق أعجبته السيارة
اشتراها
لا يعلم أنها سيارة مخادعة
سرعان ما ستتعطل عن العمل
أو ربما انطلقت مع لص آخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق