الجمعة، 24 أغسطس 2012

بيبة

دق جرس الباب
قمت علي عجل و فتحت
اذا بها تنطلق داخل البيت
و تقول كلماتها الجميلة ( أمو ... سره) تقصد عمو و سارة
زيارة خاطفة من حبيبة لمدة اسبوعين

تكهرب المنزل فجأة لقدوم بيبة
التليفزيون مثبت علي قنوات الأطفال و الرسوم الكرتونية
الألعاب و الحلوي متناثرة في كل مكان بالمنزل

بيبة لا تحب الأكل
لابد من اختراع تمثيلية أو لعبة يومية لحثها علي الأكل
تشير باصبعها الصغير( ل أمو) لكي يطعهما البيض المسلوق بنفسه
فيقطعها أمو قطع صغيرة لكي يسهل ابتلاعها
لأن بيبة لا تحب المضغ
الحمد لله أخيرا انتهت غزوة البيضة

بيبة تصرخ .. معركة شرسة مع أمها
بيبية تأكل الزبادي
و لأنها كريمة فلابد أن تطعم معها المقاعد و السجاد
لا يهم طالما أن المعركة نجحت في اطعام بيبة
بيبة تدرك فائدة الزبادي جيدا في عمل قناع (ماسك)  الوجه و الجسم
و لذلك فهي حريصة أن تصنع هذا القناع لنفسها و لأمها أثناء كل عملية تناول للزبادي

بيبة تصرخ ثانية من الحمام
لابد أن هذه هي معركة النظافة و الاستحمام
لازالة بقايا معركة الزبادي من شعرها و جسمها

الحمد لله
أخيرا خرجت بيبة من الحمام
و ارتدت الملابس النظيفة
و وضعت العطر
و هي تبتسم و تضحك و تناديني .. أمو

أشير اليها فتأتي مسرعة
و تقف بقدميها فوق قدمي و تطلب اللعب بقولها (بادا)
فهذه اللعبة كما أفهمتها اسمها بادية
فأرفعها عن الأرض بقدمي و أطلب منها أن تصفق
فتصفق و تضحك و تقول هيييههههه
فأهز أرجلي لتتأرجح عليهما فلا تشبع من اللعب

اختفت بيبية في هوء يثير الريبة
فقد ذهبت لغرفة النوم
تفتح الأدراج و تكتشف الكنوز
سلاسل .. أساور .. مكياج ... و أشياء أخري كثيرة
أحمدك يا رب

و لأنها تحب الزينة
وضعت علي عنقها كل السلاسل
و ارتدت في يدها كل الأساور
و وضعت ما استطاعت من ألوان علي وجهها
و لم يزعجها الا علبة كريم الشعر
علي ما يبدو لم يعجبها طعمها  فتركتها
و لأن بيبة تهوي ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي
اختارت زوج من أحذية زوجتي أخذت تجوب به المنزل ذهابا و ايابا


لم أتمالك نفسي
سقطت مغشيا علي .. من الضحك
ليس من شكل حبيبة
و لكن لمنظرهلع زوجتي و أم حبيبة

أما حبيبة نفسها
فقد كانت لوحة فنية نادرة الوجود

انقضي الأسبوعين سريعا
غادرت حبيبة مع والديها
و عاد المنزل لهدوءه الشديد
يتمني لو أن لديه بيبة

أما بيبة فقد ظلت تستيقظ من نومها لتنادي
أمو .. سره .. أمو .. سره



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق