الامتحان
الفرائص ترتعد
و الأبصار زائغة
الجمع يرتجف .. ينتظرون اعلان النتائج
حرارة الجو تؤجج القلق و الخوف
فالشمس تكاد تلاصق رؤوسهم
من سينجو من الفخ
من سيحصد أعلي الدرجات
من سيرتقي أعلي المنازل
و يذهب مطمئنا
من سيقع في الفخ
و يبقي في هذا الحجيم
ينتظر لجان الرأفة
ينتظر لجان الرأفة
من ضاعت أعماله
و رسب نهائيا بلا أمل
الوقت هنا لا يعترف بالمقاييس الزمنية المعروفة
لا يمكن أن تقاس بالدقائق و الساعات
بل هو الدهر كله
هناك قلة هادئون
يبدو عليهم الطمئنينة
لابد أنهم أبلوا بلاء حسنا
و يستبشرون بالنجاح
و النجاة من الغم
كان هو وسط الجمع
تنتابه حالة من الهلع
يترقب مثلهم
و لا يشغله الا حاله
يذكر أيام الامتحان
نعم كان يعي كل شيء
كان يفهم الكثير
و الكثير
و يستطيع أن يؤدي الامتحان بأحسن ما يكون
بالفطرة .. بالذكاء .. بالتعلم
كان يعرف الاجابات الصحيحة
لكن أداؤه في الامتحان لم يكن جيدا
لم يكن كما يجب أن يكون
لم يكن جادا بما يكفي
أضاع الكثير من الوقت
اغتر بقدراته و مواهبه
أخذ يزين الأوراق و يجملها
يرسم و يلون
يخط نثرا و أشعارا
يتفلسف
لكن بعد كثيرا عن جوهر الموضوع
الأسئلة الهامة لم تحظ بالاهتمام الكاف
أجابها بكسل شديد
بسطحية
كان يعلم أنه يضيع الوقت
و أنه يفقد الكثير من الدرجات
كان يمني نفسه بأنه
سيتمكن من المراجعة في آخر الامتحان
و يعدل ما يريد من الاجابات الخاطئة
فلا يزال هناك متسع من الوقت
لا مانع من الاسترخاء قليلا
فالأسئلة كثيرة
و مجهدة
و لا مانع من بعض الاجابات الهزلية
لتخفيف الضغط العصبي
انتهي الوقت
علي غرة
سحبت أوراق الاجابة
يعلم أنه أخطأ كثيرا
لا يمكن تصحيح الاجابات
ينتظر لجان الرأفة
ابراهيم حسن
16-10-2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق