تكدسنا كالعادة في العيادة الصغيرة بالمستشفي لتلقي التدريب العملي في مادة ال......
أكثر من عشر طلاب بالاضافة الي النواب و الأستاذ
كالعادة أحد الطلاب يأخذ التاريخ المرضي من المريضة
و يعرضه علي الاستاذ أمام الجميع
و أمام المريضة المستلقية باستسلام علي سرير الكشف بلا حراك و لا كلمة
المريضة في منتصف الخمسينات من عمرها
امرأة بسيطة من عامة الشعب المريض المقهور
انتهي الزميل من سرد التاريخ المرضي و سط تعليق و نقد الأستاذ الكبير ذو الهيبة العظيمة
لا يستطيع أن يجادله أحد
و بدأ الكشف علي المريضة
تقدم النائب الكبير و كشف عن بطن المريضة و أجري الكشف كالمعتاد أمام الجميع
و بدأت المناقشة مرة أخري عن حالة المريضة
و التفت الجميع ليستمع للأستاذ
و بقيت المريضة علي وضعها المستسلم بلا حراك و لا كلمة
و لكن هذه المرة عارية البطن
تسائلت في نفسي : لماذا هذا الاستسلام
لماذا لا تبالي هذه السيدة بما يحدث حولها
لماذا لا تغطي نفسها؟
يمكن مش فارق معاها؟
و لا فيه حاجة تانية؟
في العام الماضي- كنت أذهب أحيانا - لحضور دروس الجراحة في جامعة القاهرة
المشهد مشابه و لكن مع فرق عدد الطلاب - ربما بضع مئات
و المريضة في الوسط و الدرس يجري كالعادة
أحد الطلاب كشف عن جسد المريضة الشابة
لكنها انتفضت و جذبت الغطاء
تذكرت هذا و أنا ألتفت لتلك المرأة البسيطة المستسلمة
لم أجد أي داع لبقائها بهذه الصورة دون مبرر
بهدوء شديد سحبت الغطاء فوق بطنها
و التفت للدرس مرة أخري
لم أتوقع أي رد فعل من تلك السيدة
لكنها فاجأتني بقولها
ربنا يسترك يا بني
اقشعر جسدني
يا الله
الي هذه الحد كانت تتألم تلك المستسلمة
و لم تستطيع أن تعبر عن ألمها؟
لماذا؟
انه القهر
الذي تربينا و اعتدنا عليه
كل ذو منصب و سلطة يقهر من تحت سلطته
تفتكروا نقدر نبطل نقهر بعض ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق