الأحد، 26 فبراير 2012

عالم كبييييييييييييييييييييير



هل ركبت طائرة و غادرت مصر من قبل؟

قبل أن تقرأ هذه القصة
فكر للحظة و حاول أن تتذكر جيدا
حينما ركبت الطائرة لأول مرة في حياتك
و صرت تحلق في السماء
ما أول ما خطر ببالك؟
أو أول ما شعرت به؟
 ------------------------------------------- 
طبيب مقيم باحدي الجامعات المصرية
انتهت فترة نيابته
حصل علي الماجستير
لم يتم تعيينه في الجامعة
البيت الذي تربي فيه يلفظه

لماذا؟

مش مهم تتعدد الأسباب و النتجة واحدة
يعلم جيدا أنه لم يكن يوما طبيبا سيئا 
و لا يستحق الاقصاء

الاحساس بالظلم شىئ قاس
ضاقت عليه الدنيا 

تخرج في هذه الكلية و بعدها احتضنته ثلاث سنوات للماجستير
تماما كالطفل يعيش في أحضان أمه
لا يعرف كيف تكون الحياة خارج هذا البيت الذي احتضنه سنوات الرضاع
حانت لحظة الفطام
عليه أن يخرج ليبحث عن قوته بعيدا عن أمه

فكر كثيرا 
الحل معروف للجميع
تذكرة سفر اتجاه واحد
الي تلك البقعة الزيتية
التي عاشت سنوات من خيرنا
و الآن تعيش علي جهدنا
و تعلو علي أكتافنا 
غاضب بشدة
 لماذا لا تعلو بلدنا بجهدناأليست أولي بنا

مش مهم
برضه هاسافر

استقل الطائرة لأول مرة في حياته
المضيفة تعلن 
سوف نقلع الآن 
برجاء ربط الأحزمة

احساس غريب ينتابه

خوف من تجربة الطيران
ربما
قلق من المجهول القادم
ربما

اطفئت اشارة ربط الأحزمة و بدأت حركة المضيفات
تلفت من حوله يستطلع المشهد الجديد بفضول شديد
ثم نظر من شباك الطائرة
ليري العالم بنظرة جديدة تماما
ربما لأول مرة يري العالم هكذا 
أو يفكر بهذه الطريقة

ياااااااااااااااااااااااااااااه
دي الدنيا كبيرة جدا
أكبر بكتيييييييييييييييييير من الجامعة و المستشفي
أكبر بكتير من المدينة كلها

المشاعر متضاربة 
ما بين الخوف و الرجاء
وطئت اقدامه البلد النفطي
في زيارة ترفيهية و في نفس الوقت بحثا عن عمل

الأماكن الترفيهية كثيرة
يغلب عليها طابع التسوق
الناس من كل جنس و لون
من كل بقاع الدنيا
من آسيا و أفريقيا
من أوروبا و أمريكا

لثاني مرة
ياااااااااااااااااااااااااه
دي الدنيا كبيرة جدا

كل دول بشر
كيف أتوا الي هنا؟
و لماذا أتوا؟
و متي أتوا؟

لم يتصور أن كل هذا التنوع في البشر
من كل بقاع العالم
كلهم اجتمعوا في مكان واحد
جاءوا بحثا عن الرزق

طيب ليه احنا مخنوقين في بلد واحد 
ليه مش بنسافر و نتحرك زي الناس دول

ترسخت في داخله الفكرة
و بدأ يشعر بالارتياح و الاقتناع 
لازم نتحرك
قال لنفسه ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها 

أمسك بالجريدة المحلية يبحث في باب الوظائف الخالية
عيادة ...... تطلب أخصائيين
اتصل بالرقم المعلن 
و حدد موعد للزيارة

الأستاذ محمد .... هو المسئول الاداري
مصري
قابله بوجه بشوش للغاية
انسان ودود
رحب به
قدم له كل ما استطاع 
بل أكثر مما يستطيع من عون
نموذج مشرف بالفعل

عرف أن محمد .... من مدينة مجاورة
و أن ابن خاله طبيب في نفس التخصص
معقول؟؟
صدفة لطيفة
ما اسمه؟
دكتور أسامة ......!!!
مفاجأة أخري
أسامة كان زميله في امتحان الماجستير 
بل كان يجلس بجواره في اللجنة
سبحان الله


ياااااااااااااااااااااااااااااااااه
دي الدنيا صغيرة جدا

الثلاثاء، 21 فبراير 2012

حادث


في نهاية الأسبوع
انتهي يوم العمل كما هي العادة في الثانية و النصف
ركبت السيارة و أدرت محركها و انطلقت
الي أين أذهب
الي المنزل؟
أين هذا المنزل
ليس لدي منزل

أنا الآن أقيم في مقر عملي الجديد
لقد وفروا لي غرفة مؤثثة بداخل المستشفي الذي أعمل به الي أن تنتهي اجراءات التعيين
و يبدأون في صرف الراتب و بدل السكن و ما الي ذلك
كانت لفتة طيبة منهم بلا شك
فأنا غريب عن هذا البلد
و أكاد لا أعرف أي انسان
أو أي مكان بها

بدأت أشعر بالضيق و الملل
من طول اقامتي بالمستشفي
و تعثرت أموري المادية بشدة بعد تأخر الراتب
كانت سيارتي هي المتنفس الوحيد لي

استقلها و أجوب المدينة البدائية
القابعة علي الخليج
ميزتها الوحيدة في نظري أن بها بحرا
أحب أن أنظر اليه
و أبحر في أفكاري و خواطري
ثم أفيق لأملاء صدري من هوائه
ليعود الهدوء الي نفسي

هل اهبط من السيارة و أعود لغرفتي
لالن أقضي اليوم هنا
قررت الذهاب الي البلدة المجاورة

رغم شعوري بالاجهاد
لم يكن أمامي الا الانطلاق

زيارة ربما تخفف عني هذا الشعور البغيض
لا أعرف كيف أصفه
هل هو الاكتئاب
ربما

هل السبب الوحدة
الغربة
الافلاس
عدم وجود سكن
أم ...أم ...أم
اللائحة كبيرة جدا جدا
من المنغصات

لماذا لا أستطيع الصبر
ألم تكن أيام الامتحانات عصيبة
ألم تكن أيام الجيش عصيبة

كنت أعتقد أنني أقوي من ذلك
كنت أعتقد أنني يمكنني أن أقاوم الي ما لا نهاية
أي ضغوط
مهما حدث

لا
علي ما يبدو أنني كنت مدللا

وصلت الي البلد الآخر
مر اليوم سريعا
و انتهت الزيارة
للأسف
لم يكن أمامي الا العودة الي المستشفي
انطلقت في طريقي بعد دخول الليل

كنت مجهدا للغاية
بدنيا و معنويا
كنت منفصلا تماما عن الواقع
غارقا في أفكاري
حاولت أن أشغل تفكيري بأي شئ
لتكن بعض الدروس الدينية

فوجئت بقاطع طريق
يعترض طريقي فجأة

حمار شارد
كان يقف علي جانب الطريق
مستتر بالظلام
و فجأةقرر عبور الطريق
حمار صحيح

لم يعطيني أي فرصة للتفكير
كان تصرفي تلقائيا
لا أستطيع أن أصدمه متعمدا
حاولت أن أتجنبه
تجنبته بالفعل
و لكن
.
.
كانت الحركة سريعة بما يكفي ليختل اتزان السيارة
و تنقلب لتزحف علي جانبها الأيمن
ثم علي ظهرها

لم أدري كم من الوقت مر علي و أنا في هذا الوضع
و السيارة تزحف علي ظهرها
هل هي ثوان
دقائق
أم أنها العمر بأكمله

ما أثقلها من لحظات

في تللك اللحظات القليلة
رأيت حياتي كلها
كلها

تماما كما يحدث في الأفلام العربي

لم أفقد الوعي لثانية واحدة

السيارة لا زالت تزحف علي ظهرها بسرعة
لا يمكنني السيطرة عليها
ماذا سيحدث الآن
هل ستصدمني سيارة أخري
هل سأرتطم ببناء
هل ستحترق السيارة

أيقنت أن الموت قادم الآن لا محالة
ربما بعد ثوان
ربما دقائق

ما أسوأ الموت غريبا

وحيدا

هل؟
هل؟
هل سألقي الله الآن؟

كيف سأجيب حينما يسألني عن عملي
كم أنا مثقل بالذنوب و الخطايا
لا أستطيع أن أذكر أعمالي الصالحة
ألم تكن لي أعمال صالحة في هذه الحياة
و ها أنا ذا أغادرها

لا يوجد لدي وقت لأزيد
هل أقول رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت

لا أدري وقتها كيف تحرك لساني
أشهد أن لا اله الا الله
كان لساني يتحرك بصعوبة شديدة جدا جدا
جدا
و كأنني أتعلم الكلامأ
و كأن لساني فجأة أصابه شلل

ما كدت أنهي قول لا اله الا الله
الا و توقفت السيارة عن الحركة

لا أدري كم مر من الوقت
و لكن هذه اللحظات كانت تساوي العمر بأكمله

وجدتني أتكوم فوق بعضي
زحفت
و خرجت من شباك السيارة المهشم
لأجلس علي جانب الطريق

فوجئت بكم هائل من الناس يحيطون بي
لا أعرف كيف أو متي جاءوا
سيارة الشرطة
الاسعاف
كلهم جاءوا في لحظات

لا أعرف كيف خرجت سليما
و لكني
خرجت
رفضت الذهاب للمستشفي

جاء الشرطي ليسألني عما حدث
أخبرته بالرواية كاملة

سألني سؤلا مفاجئا !!!!
و أين الحمار ؟؟؟؟

لم أستطيع الا أن
......

أنظر اليه
ثم
.
.
نظرت الي نفسي طويلا

انصرف الجميع
و بقيت
في ظلام الليل
علي بعد مئات الأميال من وطني
أبكي وحيدا

مع سيارتي المهشمة
بعدما أبعدوها عن نهر الطريق

السبت، 18 فبراير 2012

غضب


يحلو للمرأة عند الغضب أن تذكر لزوجها كم أنها مرغوبة و أن المئات كانوا و لا يزالون يتمنونها
ظنا منها أن ذلك يزيد من قيمتها

الرجل لا يعجبه الا أن تجعله امرأته قبل و فوق كل الرجال بل و فوق رأسها
أما غير ذلك فيجعلها لا قيمة لها

الجمعة، 17 فبراير 2012

الحلم الكبير



شاب في مقتبل الحياة
لم يواجه في حياته أي عثرات
متفوق دائما
متفائل دائما
ينظر للأمام دائما
ينتظره مستقبل مشرق
و لكن

يشعر أنه ينقصه شئ ما
يحتاجه بشده
أصبح همه الشاغل
يفكر فيه ليل نهار

عقد النية
سأل هنا و هناك
تحدث مع هذا و ذاك
رأي عشرات الصور
وبحث في عشرات المنتديات علي الانترنت
بحث كثير و كثيرا

أخذته الحيرة
ليس له تجارب سابقة
و لكنه يريد أن يحسن الاختيار
و أخيرا
.
.
وجدها

أشار عليه بها صديقه المقرب
أنا عندي طلبك
شيك
محترمة
مدبرة
تتحمل الصعاب
و فيها كل المواصفات التي تحبها

رأيتها
أعجبتني جدا
جدا

و لأول مرة أجدني مقتنعا تماما
تماما

هي التي كنت أحلم بها
و تمنيتها في خيالي حتي قبل أن أراها

العرف هنا لا يسمح لك بالاقتراب منها
حتي تصبح لك

والدي يثق في آرائي و اختياراتي
و لا يناقشني في ذلك
أعجبته هو أيضا

قالها بكل الحب : مهما كلفني الأمر هي لك لا تقلق
أردت أن أرفضها
حتي لا أجهده ماديا
لكنه صمم
و بالفعل كان لي ما أردت

و اشتريت السيارة التي طلما حلمت بها

الثلاثاء، 7 فبراير 2012

قمر 14



استيقظت الجميلة من نومها العميق
قامت من مخدعها
خرجت تتهادي في دلال جميل
لم لا
لها كل الحق
فالجميع يترقب خروجها
الكل ينتظر طلتها
يطلب ودها

فهي اسم علي مسمي
ناضجة
كاملة
مبهرة
قمر 14
و كمان النهاردة 14
مصادفة أم أنها سنة الكون

الملايين يحدقون النظر
من لديه القدرة علي التقدم
لطلب ود الأميرة
لطب قرب الجميلة
الكثيرون يحاولن علي استحياء
يقتربون و يبتعدون
أسوارها حصينة
 منيعة
يتساقط أمام قلوعها الفرسان

أخيرا تقدم
الفتي القوي
يا له من فتي

اقتحم الأسوار
بكل جسارة
بكل قوة

لحظة عظيمة في تاريخ الحياة
حينما تلتقي الأرواح
و تندمج في عناق أبدي
يذوب كل منهما في الآخر

يتوحدا
لا تستطيع أن تفرق بينهما بعد اليوم
لا يفرقهما الا الموت

لكن الجميلة لا تزال صغيرة
لابد أن تعود الي مخدعها مرة أخري
ليكتمل نموها
تحتاج 9 شهور لكي يكتمل نموها
و تستطيع الحياة في عالمنا

يحملها الطبيب القدير
بيديه الحانيتين
ليعيدها الي رحم الأم
 بعد أن تم تخصيبها
في عملية تلقيح صناعي

تدريب عملي



تكدسنا كالعادة في العيادة الصغيرة بالمستشفي لتلقي التدريب العملي في مادة ال......
أكثر من عشر طلاب بالاضافة الي النواب و الأستاذ
كالعادة أحد الطلاب يأخذ التاريخ المرضي من المريضة
 و يعرضه علي الاستاذ أمام الجميع
 و أمام المريضة المستلقية باستسلام علي سرير الكشف بلا حراك و لا كلمة
المريضة في منتصف الخمسينات من عمرها
امرأة بسيطة من عامة الشعب المريض المقهور
انتهي الزميل من سرد التاريخ المرضي و سط تعليق و نقد الأستاذ الكبير ذو الهيبة العظيمة
لا يستطيع أن يجادله أحد
و بدأ الكشف علي المريضة
تقدم النائب الكبير و كشف عن بطن المريضة و أجري الكشف كالمعتاد أمام الجميع
و بدأت المناقشة مرة أخري عن حالة المريضة
و التفت الجميع ليستمع للأستاذ

و بقيت المريضة علي وضعها المستسلم بلا حراك و لا كلمة
و لكن هذه المرة عارية البطن
تسائلت في نفسي  : لماذا هذا الاستسلام
لماذا لا تبالي هذه السيدة بما يحدث حولها
لماذا لا تغطي نفسها؟
يمكن مش فارق معاها؟
و لا فيه حاجة تانية؟

في العام الماضي- كنت أذهب أحيانا - لحضور دروس الجراحة في جامعة القاهرة
المشهد مشابه و لكن مع فرق عدد الطلاب - ربما بضع مئات
و المريضة في الوسط و الدرس يجري كالعادة
أحد الطلاب كشف عن جسد المريضة الشابة
لكنها انتفضت و جذبت الغطاء

تذكرت هذا و أنا ألتفت لتلك المرأة البسيطة المستسلمة
لم أجد أي داع لبقائها بهذه الصورة دون مبرر
بهدوء شديد سحبت الغطاء فوق بطنها
و التفت للدرس مرة أخري
لم أتوقع أي رد فعل من تلك السيدة
لكنها فاجأتني بقولها

ربنا يسترك يا بني

اقشعر جسدني
يا الله
الي هذه الحد كانت تتألم تلك المستسلمة
و لم تستطيع أن تعبر عن ألمها؟
لماذا؟

انه القهر
الذي تربينا و اعتدنا عليه

كل ذو منصب و سلطة يقهر من تحت سلطته
تفتكروا نقدر نبطل نقهر بعض ؟؟