الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

و أغلق الباب

و اغلق الباب

سار الموكب المهيب
يحملونه علي عرشه
الكل يتسابق لحمل العرش

الألسنة تلوكه
جوادا محسناً
صالحا
ناصحاً
ناجحا
ليت لنا مثل ما له

مع ذلك

كانت الوجوه شاحبة
و الأعين دامعة
و القلوب دامية
حينما وصل الموكب
الي نهاية المطاف
الي مسكنه
أدخلوه الي قصره
المزين بالورود و الرياحين
سجوه في مضجعه
و أغلقوا عليه الباب
احكموا إغلاقه
و انصرفوا
فلن يعود منه بعد ايوم

اغلق باب العودة
اغلق باب العمل
اغلقت كل الابواب
و لم يبق
الا باب الرحمة

ابراهيم حسن
24-10-2017

الاثنين، 16 أكتوبر 2017

الامتحان

الامتحان

الفرائص  ترتعد
و الأبصار زائغة
الجمع يرتجف .. ينتظرون اعلان النتائج

حرارة الجو تؤجج القلق و الخوف
فالشمس تكاد تلاصق رؤوسهم

من سينجو من الفخ
من سيحصد أعلي الدرجات
من سيرتقي أعلي المنازل
و يذهب مطمئنا

من سيقع في الفخ
و يبقي في هذا الحجيم
ينتظر لجان الرأفة

من ضاعت أعماله
و رسب نهائيا بلا أمل

الوقت هنا لا يعترف بالمقاييس الزمنية المعروفة
لا يمكن أن تقاس بالدقائق و الساعات
بل هو الدهر كله

هناك قلة هادئون
يبدو عليهم الطمئنينة
لابد أنهم أبلوا بلاء حسنا
و يستبشرون بالنجاح
و النجاة من الغم

كان هو وسط الجمع
تنتابه حالة من الهلع
يترقب مثلهم
و لا يشغله الا حاله

يذكر أيام الامتحان
نعم كان يعي كل شيء
كان يفهم الكثير
و الكثير
و يستطيع أن يؤدي الامتحان بأحسن ما يكون
بالفطرة .. بالذكاء .. بالتعلم
كان يعرف الاجابات الصحيحة
لكن أداؤه في الامتحان لم يكن جيدا
لم يكن كما يجب أن يكون

لم يكن جادا بما يكفي
أضاع الكثير من الوقت
اغتر بقدراته و مواهبه

أخذ يزين الأوراق و يجملها
يرسم و يلون
يخط نثرا و أشعارا
يتفلسف
لكن بعد كثيرا عن جوهر الموضوع
الأسئلة الهامة لم تحظ بالاهتمام الكاف
أجابها بكسل شديد
بسطحية

كان يعلم أنه يضيع الوقت
و أنه يفقد الكثير من الدرجات

كان يمني نفسه بأنه
سيتمكن من المراجعة في آخر الامتحان
و يعدل ما يريد من الاجابات الخاطئة
فلا يزال هناك متسع من الوقت

لا مانع من الاسترخاء قليلا
فالأسئلة كثيرة
و مجهدة
و لا مانع من بعض الاجابات الهزلية
لتخفيف الضغط العصبي

انتهي الوقت
علي غرة
سحبت أوراق الاجابة
يعلم أنه أخطأ كثيرا
لا يمكن تصحيح الاجابات
ينتظر لجان الرأفة

ابراهيم حسن

16-10-2017

الأربعاء، 29 مارس 2017

القمر

جلست أمام مرآتها
تتأمل صورتها
قسماتها

تتحسس بشرتها
نعومتها

تصفف شعرها
تغزل ضفائرها
تنثر عبيرها

سألته ما رأيك في قصة شعري
هل تحبه طويلا أم قصيرا
هل يعجبك اللون الأسود أم أصبغه
هل بني أم أشقر

هل أفعلل ... أم أفعل ...
هل تعتقد أنني سأصبح أجمل ان فعلت ...

سألها
أشقر أو أسود
قصير أو طويل
هل هذا يزيد من جمال القمر !!

السبت، 25 مارس 2017

ذهب

في لحظة
عسيرة الوصف
احتضن يديها في يديه
نظر عميقا في عينيها

سألها في ود
هل تريدين شيئا

قالت وصوتها يرتجف حبا
لقد نلت كل ما أريد و أكثر
لا أريد شيئا آخر في هذه الحياة

سكتت قليلا ثم اردفت
الا بعض الذهب

الأربعاء، 1 يونيو 2016

القارب 2

سار المركب االصغير
دون دفة
دون توجيه
مجرد جهد مبعثر

كان الرياح عاصفة
الامواج عاتية

لم يتحمل القارب الصغير
تحطم من كثرة الصدمات
تفتت
تبعثر

و سقط كل من فيه
الاب
الام 
الصغيرين

الوالدين يحاولون النجاة
بحثا حولهما
تعلق كل منهما بطوق نجاة
عله يطفو به و ينقذ نفسه

تلقفت الام الصغيرين فقد كانت الاقرب

لم يتحمل طوق النجاة
كاد يغرق بهم
تركتهم 
قذفتهم للاب عله ينقذهما

لم يكن طوق نجاته اقدر علي التحمل
لم يكن صلبا بما يكفي
يكاد يغرق بهم

لم يدري ما يفعل
ايتركهم وسط الموج العاتي 
ليلاقوا مصيرهم
ام يتشبث بهما 
و يلاقوا قدرهم معا

لم يكن باستطاعته ان يتخلي عنهما
غرق في دموعهما 
قبل ان يلاقوا قدرهم

كان الاختيار صعبا و قاسيا
و لكن كان اهون عليه ان يكونوا سويا
في اي مكان
من ان يضيعا امام عينيه


السبت، 20 فبراير 2016

نقطة خل

الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا اله الا الله
الله أكبر الله أكبر
و لله الحمد

ما أجمل العيد ...
و تسابيح العيد
و أنغام العيد
حينما .....
يكون عيد
و أن تشعر بأنه .... عيد

أن تحتفل كما أمرت
بعد طاعة أديتها كما أمرت
الشعور بصفاء النفس
و راحة البال
و هدوء الأعصاب
هو شعور لا يوصف
و نادرا ما يتحقق هذا الأيام

منذ الصباح يتسلل الي انفي روائح ذكية
هل هناك من بداو باعداد الفتة
بالخل و الثوم
أم أنها نفسي التواقة
المشتاقة

خرجنا من صلاة العيد
مع التسبيح
الي الذبح و السلخ .. و.. و..

المرور علي الاهل و الاخوان للتهنئة
و توزيع العيدية

هذه هي طقوس العيد
التي تعطيك احساس العيد
لابد منها
لا تستطيع أن تتخلي عنها

اؤديها بسعادة بالغة
و لاتزال رائحة طبق الفتة لا تفارق انفي
و يداعب طيفه خيالي

كيف سيكون شكله اليوم
بالصلصة ام بدون
هل زينوه بقطع اللحم الضأن علي وجه الطبق

استمر في زيارات الصباح
الباعة الجائلون في كل مكان
البالونات و الطراطير بكل الالوان

اتاملها و اذهب بعيدا لطفولتي
كنت سافرح لو ان احدهم اشتراها لي
اسرع للبائع و اشتري لصغاري

و لايزال طبق الفته يداعب خيالي
هل أعدوا الكوارع مع الفتة
أم ..
أم أنها الكبدة المحمرة ...
لا لا ...
 لا يمكن ان يكون أول يوم دون فتة باللحم و الكوارع
يزين سطحها الثوم المحمر و تفوح منها رائحة الخل و الثوم

يا الهي  لعابي يسيل لمجرد تخيل شكل طبق الفتة

علي ان انهي مشاويري بسرعة
لابد انهم اوشكوا علي الانتهاء من اعداد الطعام

اخيرا
وصلت المنزل
اهرول علي السلم

حصل الاطفال علي مبتغاهم
 العيدية و البالونات

انا الان علي طاولة الطعام
اسن اسناني
و امني نفسي
بالطبق الذي احلم به منذ الصباح الباكر

ياتيني يبختر
كما تخيلته تماما
مزين بالثوم و اللحم
و لكن عجبا
أين رائحة الخل

ياللفاجعة
لا يوجد خل بالمنزل ..
كيف ...؟؟

أهرول الي البقالة قبل ان تفتر حرارة الطعام
البقالة مغلقة و الثانية مغلقة و الثالثة ايضا ..
لما كلهم مغلقون
هل كونه اول ايام العيد سببا يجعلهم جميعا مغلقون

اجلس مرة اخري علي طاولة الطعام
باحساس مرير بالقهر
اتناول الفتة دون نقطة خل
و دون طعم

ابراهيم حسن




الخميس، 7 يناير 2016