حينما قامت الثورة طالب العاملون بالكهرباء و التليفونات و غيرها بتعيين أبنائهم في نفس الشركات و تعجبت أيامها اذا كان هذا هو تفكير الشعب المصري فلماذا نلوم علي مبارك رغبته في توريث الحكم لابنه
و أخذت أعود بذاكرتي لأتذكر كيف كان يتم التلاعب بنتائج الطلاب لمصلحة شخصيات بعينها .. حتي بلغ الفجور بأحدهم أن دخل الكونترول و غير في نتائج الطلاب لمصلحة ابنه (حادثة شهيرة بجامعة القاهرة) و كيف تتم مجاملات أبناء أعضاء هيئة التدريس في كثير من الجامعات ليحتل أبناء أعضاء هيئة التدريس المراكز الأولي و يتم تعيينهم بالجامعة
و ساءني بشدة ما رأيته بعيني من مجاملات في امتحانات الكلية سواء علي مستوي الطلبة أو الماجستير و الدكتوراه و في الحصول علي البعثات الدراسية لأبناء بعض الأساتذة و المسئولين بالجامعة و الكلية .. و كلنا شاهد و عاصر التعيينات التي تمت في الجامعة ايام افتتاح المستشفي الجامعي
ما طالب به العاملون في الكهرباء و التليفونات و ما يفعله بعض أعضاء هيئة التدريس لا يختلف كثيرا عما يفعله القضاة من تعيين أبنائهم في القضاء بدون وجه حق .. حتي صار كثير من الفشلة و الجهلة و الفاسدون يتبوؤن منصات القضاء و مقاعد العلماء ...
الفرق بين القضاء و الآخرون أن القضاة وصلوا لمرحلة من الفساد و التبجح أن قاموا بتقنيين فسادهم و جعلوا استثناء أبنائهم قانون .. و جعلوها تكية خاصة بهم و بعائلاتهم و أبنائهم و أحفادهم .. و المثير للاشمئزاز أن كثيرا ممن نعتقد فيهم العدل و الصدق .. و ربما هم كذلك بالفعل .. صمتوا عن هذا الفساد .. فقط لمجرد أنهم مستفيدون منه
فهل نستطيع أن نثور علي أنفسنا لتطهير أنفسنا
وهل من الممكن أن يثور القضاة لتطهير القضاء