الأربعاء، 6 مارس 2013

فيسبوكية

كعادته في الأيام الأخيرة
لم يقم بتغيير ملابسه
بمجرد وصوله المنزل

اتجه مباشرة الي اللابتوب
فتح صفحته علي الفيس بوك

يتابع أخبار مجموعاته المفضلة

كان يعرف كثير من الشخصيات
و اكتسب صداقات جديدة عديدة
من خلال كتابتهم و آرائهم
البعض يضع صورته ..
و البعض صورة مستعارة .. خصوصا السيدات
لا يهم

العقول هي من يتحدث و ليس الصور
هذا هو العالم الافتراضي للانترنت
حوار العقول لا الأشخاص


كانت عيناه تبحث عن شيء ما بين السطور
لا يعلمه تحديدا

ما هو هذا الشيء

زفرة النجاح
أخيرا وجد ما يبحث عن
بوست شيق 
قرأه حرفا حرفا بعناية شديدة
رد علي البوست بحماس
و جاءه الرد
ثم رد علي الرد


لم يعد الحوار مع شخصيات افتراضية
أصبح يبحث عن شخصيات محددة

أصبحت بوستاتها من أهم أحداثه اليومية
تناقشا طويلا اختلفا و اتفقا
و فجأة 

استيقظ من نومه علي 

جرس المنبه
انطلق لعمله سعيدا

كان حلما لطيفا
تعلق بها و تابعها لدرجة أن استمر الحوار معها في الحلم؟

ربما كانت هي ذاتها حلم
ربما
لم يكن مهووسا بالانترنت بهذا القدر

لكنه اليوم يحصل عل هاتف جوال ليتابع المجموعة و أخبارها
و يتابع
فيصل الحلم بالحقيقة
بدأت أعراض حمي الانترنت تظهر علي ملامحه
فيستيقظ من نومه ليجد ابتسامة السعادة علي وجهه 

بعد حوار امتد عبر ساعات النوم و اليقظة

تلقي تليفون من صديقه القديم
اليوم سيلتقي أعضاء الجروب

عدد الأعضاء المدعوون محدود
كان كله شغف لهذا اللقاء
للأسف لم يستطيع الحضور
اكتفي بمكالمة هاتفية
نقل من خلالها تحياته للمجتمعين
كان علي الطرف الآخر أحد الأعضاء الذين لم يسبق له الالتقاء بهم من قبل
و مع ذلك كان الحديث يفيض ودا و ترحابا و كأنهما صديقان قديمان وثيقا الصلة
كانت المشاعر مختلطة بالفعل

عاد الي اللاب توب ليقرأ التعليقات القديمة
 كان الموضوع أشبه بالماتريكس
كمن يريد أن يحول الكتابة الي صوت مسموع
أو يرسم صورة لتلك الشخصية
لكنه استيقظ مرة ثانية دون أن يصل الي نتيجة
و رضي بالصورة التي رسمها في مخيلته لأصدقائه


عاد الي حواراته
و شخصياته المفضلة
هذه المرة يشعر بمشاعر مختلفة
لقد أصبح شغوفا
لا
أصبح يحب أن يتحاور معها

في أي شيء
في أي موضوع
ربما لانهما متفقان في الآراء
ربما لأنه يفتقد شيئا ما في حياته
ربما

..
لقد ملأت برشاقة كلماتها فراغا كبيرا في حياته
فهو يفتقد لرفيقة
لصديقة ..
 احتمال

لا

هو يفقتد وجود حبيبة في حياته
استيقظ هذه المرة من نومه
فوجدها بجواره
و دبلتها تعانق اصبعه الأيسر
نعم لقد أحبها
علي صفحات الفيسبوك
و وثق حبه علي صفحات الزواج بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق