الأربعاء، 2 يناير 2013

ذات الضفائر

سنوات و سنوات مرت
قضيتها في الغربة

لم أعد قادرا علي احصائها
قررت التقاعد بعض أن كسي الشيب رأسي
أخيرا عدت

و كما أن السنوات تركت ملامحها علي وجهي
فالمدخرات أيضا وضعت بصماتها

في سعادة بما وصلت اليه عبر سنوات الجهد و الغربة
أمر ببطء بسيارتي الفارهة

أستعرض الشوارع
البنايات
الأشجار
البشر

أحفظ تفاصيلها عن ظهر قلب
فطالما مررت أمامها
في صباي و شبابي

لماذا تبدو الشوارع ضيقة
هل تآكلت بفعل الزمن
 أم أن الزحام لم يترك مكان لقدم

بحنين أتأمل كل شيء حولي
و أستعيد شريط طويييييل
من ذكريات الطفولة و الشباب

ياااااااااااه
ما هذا
هو هو نفس السور القصير
و تلك هي ذات الشجرة
طالما تسلقتها

هي هي نفس البناية
نفس الألوان
نفس الشبابيك الموصدة

أمعن النظر
أتنقل بين التراس .. و الشرفة
تماما كما كنت أفعل قديما

كنت أبقي بالساعات
لعلها تخرج للحظات
لعلها تمنحني التفاته
أو نظره

أي نظرة
حب
لوم
عتاب
أو ...

حتي و لو نظرة عابرة لا تعني شيئا
لا يهم

فقط أتمني تلك الطلة
أذوب شوقا
و أتوق لتلك النظرة

لم تخرج يوما للتراس
و لم تفتح شباك الشرفة
لكني بقيت -- لسنوات
في انتظار تلك النظرة

احتضن حفيدي ذو العشر سنوات
فقد كنت في عمره
في زمن البراءة
حينما أحببتها
و عشقت ضفائرها

و ها أنا - بعد سنوات كثيرة -
أعيد النظر لنفس الشرفة
و لا تخرج و لا تلقي نظرة
أبتسم لنفسي و أرحل
داخل سيارتي الفارهة
أشق طريقي عنوة .. وسط زحام العمر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق