السبت، 9 يونيو 2012

في الطريق الي الميدان

عم سعيد
عجوز فقير
مسكين مثل الكتييييييييرين

يمشي علي الرصيف
مستندا بالحائط
يتحرك ببطء
يتحسس طريقه
عائدا لمنزله

يحمل لفافة الخبز و الفول المدمس
و بعض أقراص الطعمية

فجأة . زحام شديد علي غير العادة
و شباب يهتف
يسقط يسقط حكم العسكر

يسأل أحدهم
ما هذا يا بني ؟
ماذا حدث ؟

هذه مظاهرة يا والدي
لماذا؟

نريد أن نرفع الظلم و الفساد عن البلد
أي ظلم و أي فساد يا بني ؟

هل أنت سعيد يا والدي ؟
يجيبه مثل الأفلام نعم يا بني اسمي سعيد
يبتسم الشاب و يأخذ بيد العجوز
أقصد هل تشعر بسعادة يا عم سعيد

الحمد لله علي كل شيء
لكنها آلام الروماتيزم اللعينة تعذبني ليل نهار

و لماذا لا تذهب الي طبيب للعلاج ؟
من أين لي بتكاليف زيارة طبيب و علاج و غيره
ظروف الحياة أصبحت قاسية يا بني

لهذا السبب نحن نتظاهر يا والدي
لكي يحصل من هم في سنك علي علاجهم بكرامة
و غذائهم بكرامة
لكي نجد عملا
نتظاهر لمستقبلنا و مستقبل أولادنا

هذه أرزاق من رب العباد 
و الحمد لله علي الستر

ابتعد عن الزحام و المشاكل يا بني
دعك من هذا و اهتم بشئونك
أخشي عليك من الاصابة
أهلك يحبونك و يريدونك سالما

المظاهرة تشتد
العساكر يضربون المتظاهرين بالعصي 
.... بقسوة
هرج و مرج
الكل يجري و يتخبط
أحدهم يصطدم بعم سعيد
 يقع .... يجرح .... 
يتألم ... يتأوه
تسقط من عينيه عبرات
يتكوم في مكانه

يساعده الشاب علي النهوض
و يطيب خاطره
لا تبكي يا عم سعيد
هل آلمك الجرح ؟

لا يهمني الجرح يا بني
لقد فقدت طعام الغذاء
كنت أحمله لأحفادي اليتامي
لا أملك ما اشتري به غيره

تسقط  من عينيه عبرات أخري
و عبرات من عيني الشاب بجواره

اهتف معي يا عم سعيد
اهتف معي
عيش ..  حرية .. عدالة اجتماعية

بصوت ضعيف مرتعش 
يهتف عم سعيد
عيش .. فول و طعمية

.........................................................ابراهيم حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق