الجمعة، 15 يونيو 2012

جيم أوفر

هل أنا عاشق للكرة
أم عاشق لبلدي
طالما فكرت و أنا أشجع النادي المصري في هذا السؤال
و كذلك و أنا أشجع منتخب مصر
انتهيت الي حقيقة أنني رغم حبي للكرة
 فأنا أعشق اسم مصر ومصري
و كل ما يمت لها بصلة

منذ صغري أنا و رفاقي كنا نفرح لانتصارات المصري
رغم تواضعها
و طالما نقمنا علي الحكام لظلمهم لفريقنا
لمجرد أنه مصري

مهما حاولنا أو اجتهدنا أو حاول غيرنا
الصعايدة أو الفلاحون
البنائون أو النساجون
كلهم مصريون و لكن
لابد أن يفوز الأحمر .. علية القوم
أما فريق المعارضة الأبيض فهو لا يملك الا الطاعة
و التنازل عن المقدمة دائما للأحمر
لابد أن يسير الجميع وفق المنظومة

حاول المصري الخروج علي المنظومة
تطاول علي الكبار
ثار علي الظلم
صال و جال تخطي كل الفرق
و صار في مواجهة مع الحكومة
احتل الميدان و تكتل
تقدم و سجل هدفا قويا
صفق الجميع و التفوا يصيحون
ارفع رأسك فوق انت مصري

قاربت المباراة علي الانتهاء

تأزمت الحكومة
أطلقت مندوبيها
الاعلامي الشهير ينبري في التعليق علي المباراة
ينفعل و يمتدح كل لعبة للفريق الأحمر
و ينتقص بكل ما أوتي من مهارات و قدرات المصري
الغيظ يتملك الاعلامي الكبير و كل الاعلاميين
يصرخ و يهلل في كل القنوات
المصري لا يستطيع أن يلعب في بطولة أفريقيا
لن يتمكن من ثمثيل مصر أمام العالم
فلا خبرة لديه بالمباريات الدولية

و يقول قولته المشهورة في لحظة يأس
يلا .. خلي اللي يشيل يشيل
يتأهب السيد متولي لاستلام الكأس

الحارس الشخصي للرئيس قد حضر لتسليم الكأس
كبير الياوران يشاهد المباراة في المدرجات
يمتلك الهدوء و الوقار
شديد الثقة بالنفس و كأن المباراة لا تعنيه في شيء
لكنه كان يعلم تماما ماذا عليه أن يفعل اذا تأزمت الأمور
أشار كبير العسكر اشارته الشهيرة
بالابهام لأسفل

الحكم لديه كل الصلاحيات
لديه كل القوانين ادارية و جنائية و دستورية
لا أحد يعلو صوته الآن فوق صوت الحكم
لا أحد يملك الاعتراض علي الحكم
هكذا تقول المادة 28

المصري سعيد بانتصاره و يتأهب للنصر
يتراخي الأداء
الحكومة تنتفض و ينطلق مندوبها بأقصي سرعة
لكي يحرز هدف التعادل من لعبة غير قانونية واضحة للجميع الا للحكم
وجه ضربته القاسمة في وجه المصري
لا
في وجه كل المصريين

تنتهي المباراة و يقرر الحكم امتداد المبارة لنصف ساعة أخري
كانت رسالة العسكري و الحكم واضحة
لن يفوز الا من نريد
خارت قوي المصريين
و أحرز الأحمر هدفين في الوقت الضائع و فاز بالكأس الشهيرة
و تربع علي عرش الأندية كعادته
و عاد المصري لبلده يتكوم في جحره
يعطي الأحمر خيرة لاعبيه صاغرا
ممنوعا من الألم
يأكل الفتات
لم يكتف الأحمر من دماء المصريين
أمر بهبوطه للدرجة الثانية

من وجهة نظر العسكر
المصري
لا يستحق  أن يكون درجة أولي

السبت، 9 يونيو 2012

في الطريق الي الميدان

عم سعيد
عجوز فقير
مسكين مثل الكتييييييييرين

يمشي علي الرصيف
مستندا بالحائط
يتحرك ببطء
يتحسس طريقه
عائدا لمنزله

يحمل لفافة الخبز و الفول المدمس
و بعض أقراص الطعمية

فجأة . زحام شديد علي غير العادة
و شباب يهتف
يسقط يسقط حكم العسكر

يسأل أحدهم
ما هذا يا بني ؟
ماذا حدث ؟

هذه مظاهرة يا والدي
لماذا؟

نريد أن نرفع الظلم و الفساد عن البلد
أي ظلم و أي فساد يا بني ؟

هل أنت سعيد يا والدي ؟
يجيبه مثل الأفلام نعم يا بني اسمي سعيد
يبتسم الشاب و يأخذ بيد العجوز
أقصد هل تشعر بسعادة يا عم سعيد

الحمد لله علي كل شيء
لكنها آلام الروماتيزم اللعينة تعذبني ليل نهار

و لماذا لا تذهب الي طبيب للعلاج ؟
من أين لي بتكاليف زيارة طبيب و علاج و غيره
ظروف الحياة أصبحت قاسية يا بني

لهذا السبب نحن نتظاهر يا والدي
لكي يحصل من هم في سنك علي علاجهم بكرامة
و غذائهم بكرامة
لكي نجد عملا
نتظاهر لمستقبلنا و مستقبل أولادنا

هذه أرزاق من رب العباد 
و الحمد لله علي الستر

ابتعد عن الزحام و المشاكل يا بني
دعك من هذا و اهتم بشئونك
أخشي عليك من الاصابة
أهلك يحبونك و يريدونك سالما

المظاهرة تشتد
العساكر يضربون المتظاهرين بالعصي 
.... بقسوة
هرج و مرج
الكل يجري و يتخبط
أحدهم يصطدم بعم سعيد
 يقع .... يجرح .... 
يتألم ... يتأوه
تسقط من عينيه عبرات
يتكوم في مكانه

يساعده الشاب علي النهوض
و يطيب خاطره
لا تبكي يا عم سعيد
هل آلمك الجرح ؟

لا يهمني الجرح يا بني
لقد فقدت طعام الغذاء
كنت أحمله لأحفادي اليتامي
لا أملك ما اشتري به غيره

تسقط  من عينيه عبرات أخري
و عبرات من عيني الشاب بجواره

اهتف معي يا عم سعيد
اهتف معي
عيش ..  حرية .. عدالة اجتماعية

بصوت ضعيف مرتعش 
يهتف عم سعيد
عيش .. فول و طعمية

.........................................................ابراهيم حسن

الاثنين، 4 يونيو 2012

أفكار تائهة

بالأمس أمسكت قلمي أريد الكتابة
أحسست بأن رأسي فارغ
ماذا أكتب و لمن أكتب

بضع عشرات من القراء يقرأون لي و يبدون اعجابهم
ربما مجاملة لي فهم غالبا أصدقائي
لكنهم كثروا مع الأيام و التفوا حولي
بالمئات بالآف  بالملايين
عبر الشاشات
و صفقوا و هللوا و أيدوا

لماذا الآن اشعر بفراغ رأسي
هل لأن أفكاري نضبت
حسنا
 سأذهب الي خلوتي لعل الأفكار تنهال علي كما كانت تفعل قديما

ها أنا ذا
لماذا لا تأتي الأفكار
هل قررت أفكاري أن تقاطع هي ايضا
من تقاطع
تقاطعني أنا
أنا الذي أنسجها نسيجا و أزينها لأجعل لها معني
فبدوني كانت كلمات تائهة في الميدان

لماذا تأبي أفكاري الذهاب الي الأوراق لتضع علامتها
فتصير نورا
أو تصير نارا
المهم أن تكون حاضرة كما اعتدها دوما لا تقاطع

ألم تعلم أنها بذلك سوف تحيلني سريعا الي التقاعد
و تطفيء كل معني جميل رسمته
و تضيع كل دليل صنعته
و تقتل الحلم الرضيع في قلوب كل العرب

أين أنت أيتها الأفكار لماذا تغضبين
لماذا تفرين من أمامي
هل أعلنت سريعا الانكسار
أم أن شياطين الانس كبلوك
فلم تعودي أفكاري
أو نسيتيني و ذهبت الي رأس آخر
رأس بغيض

لم أبدأ الكتابة الا منذ بضع أشهر
تعلمت فيها الحياة
تعلمت أنني انسان يحيا
يتنفس يتكلم يصرخ يعترض ينزف
قلت كل ما كنت أريده
ما لم أكن أحلم أن يخرج مني
ها أنا ذا دبت في قلبي الحياة

فهل استكثرت علي الحياة ؟

لم اعرف أنني ثائر الا اليوم
أقول لا
و أقول حي الصلاة
أقول وا اسلاماه
و أقول آآآآآآآآآآآآآآآآه
فأسمع صدي الكلمات من اللا الي الآه

لماذ اليوم تأبي الكلمة
لماذا لا تريد ان ترسو
الي مرسي