الأربعاء، 4 يناير 2012

مشهد أفقي من أسفل ميدان التحرير - الجزء الأول

( عنوان القصة مقتبس من عنوان قصيدة الشاعر هشام الجخ
مشهد رأسي من ميدان التحرير)

قررت بدأ الأجازة السنوية في منتصف رمضان الماضي

حجز تذاكر الطيران مشكلة كبري
أنا متعود أسافر مع شركة اماراتية طائراتها صغيرة الحجم
أسعارها جيدة
تعودت أيضا أن احجز بنفسي من خلال الانترنت
هذه الشركة طائراتها تهبط في مطار الاسكندرية

أخرج من مطار اسكندرية
علي الطريق الدولي الساحلي الي بورسعيد

الطريق طويل الي حد ما
لكنه ..... لكنه ساحلي
رائحة البحر ما أحلاها

الطريق يمر بالبحيرة و كفر الشيخ و رشيد و دمياط قبل أن أصل الي بورسعيد

النخل شامخ بالآلاف و البلح الأحمر يتدلي
بائعي البطيخ و البلح علي جانب الطريق
مراكب الصيد بالمئات ترسو و تبحر في بحيرة البرلس

أردد أغنيتي المفضلة
( تعيشي يا بلدي يا بلدي تعيش .. تعيشي يا بلدي و زرعك أخضر و مندي
تعيش يا بلدي و علمك مرفوع علي يدي)

و أتبعها بباقي الأغاني التي يطرب قلبي بها في الغربة
يا بلادي يا أحلي البلاد يا بلادي
يا حبيبتي يا مصر يا مصر
حلوة بلادي السمرة

نمر علي مصيف بلطيم
يا مسهل قطعنا نصف الطريق

التعب بدأ يحل بنا
لكن معلش
الشوارع واحشاني جدا
صحيح الطريق مكسر أوي و كل شوية ناخد مطب
صحيح ان الزبالة زيادة شويتين
بس مش مشكلة
مصر مسكينة
منهم لله بقي اللي سرقوها و أفسدوها
لكن الناس الطيبين دول أهلي و أنا بحبهم بكل اللي فيهم

رنين التليفون يتواصل
أبي و أمي و اخوتي و أولاد اخوتي
و والدي زوجتي و أخوانها يطمئنون علينا و يتابعون رحلة العودة

ايه ده
مشبك و موبيليا
أخيرا وصلنا دمياط
هانت عدينا 4000 كيلو و لسه 45 كيلوا فقط

بحيرة المنزلة و المزارع السمكية و الصيادين مرة أخري
و فيه كمان هواه صيد

مطار الجميل
الله يسامحهم
ليه مش عايزين يشغلوا المطار ده
المطار ده موجود هنا من قبل ما انا اتولد
و مع ذلك عمري ما شفته شغال
مش كانوا وفروا علينا 300 كيلو سفر

أستطيع أن أميز الآن رائحة هواء بورسعيد
هو هو نفس الساحل
لكن هواء بورسعيد مختلف
نسماته رقيقة رطبة
تشعر بشئ مختلف
تشعر أنك ..........
أنك في بورسعيد

الجمرك بدأ يظهر
مركب الصيد الغرقانة ..يااااه هم لسه سايبينها
مش عايزين يشيلوها ليه
زمانها بقت مزرعة سمكية
و شكلها زي المراكب الغرقانة اللي بيجيبوها في الأفلام التسجيلية اياها
يا عم فوق دي مركب صغير و لا تسوي

يقطعني مشهد البناية التي أسكن بها
أستطيع أن أميزها من بين البنايات قبل أن أدخل بورسعيد

ابتسامة رضي و سعادة علي وجهي
أدندن
حمد الله علي السلامة
يا أبو أجمل ابتسامة

؟
؟
؟
زوجتي تناديني؟
ايه؟
حجزت و لا لسه؟
لسه؟
لا زلت أجلس أمام الكومبيوتر
بادور احجز علي أي شركة طيران السنة دي
الكلام ده كان السنة اللي فاتت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق