السبت، 14 يناير 2012

مشهد أفقي من أسفل ميدان التحرير - الجزء الرابع و الأخير


أوشكت الأجازة علي الانتهاء
الشعور بالاكتئاب يبدأ قبل انتهاء الأجازة باسبوع عادة
و غالبا يكون اسبوع مشحون بالاستعداد للسفر
شراء هدايا لزملاء العمل
و كمان بعض المنتجات المصرية التي لا تتوفر بسهولة في الخليج
الكركدية و الخروب و الدوم
الجبنة الرومي القديمة و البسطرمة
الرنجة و الفسيخ
اللب بكل أنواعه (الأبيض و السوري والأسمر)

والجزء الأهم الورقيات
تجديد الأجازة
لأ دي بابدئها من أول اسبوع في الأجازة

تصريح السفر من القوات المسلحة !!!!!!

شاء القدر أن أخدم في الجيش كضابط احتياط
ضابط احتياط يعني أفضل احتياط لغاية سن 46 سنة
و كل ما أحب أسافر بره مصر لازم تصريح سفر
و لازم من شئون الضباط بالقاهرة

مشوار كئيب و كريه الي نفسي
كل سنة لازم أعمله

استقل اتوبيس السابعة صباحا المتجه للقاهرة
و غالبا لا أجد مقاعد فاضطر لاستخدام التاكسي
أصل لمحطة المرج
استقل المترو حتي حدائق القبة
ثم أمشي بين البنايات لمدة عشر دقائق
 لأصل في النهاية لمبني شئون الضباط

أقدم جواز السفر مع طلب التصريح بالسفر
ثم أجلس في قاعة الانتظار حتي يتم الموافقة علي الطلب

القاعة مليئة بالضباط الاحتياط الراغبين في السفر
تجد أن منهم من شاب شعره
و منهم ......و منهم
لما يحتفظون بهؤلاء الكهول في كشوف الضباط الاحتياط

كيف تصور المسئولون الحمقي أن مثل هؤلاء الكهول يستطيعون الخدمة مرة أخري في صفوف القوات المسلحة
و لا ليهم غرض تاني غير معروف بالنسبة لنا

طيب أنا طبيب ممكن يستفيدوا بخبرتي في مجالي في حال استدعائي
لكن راجل محاسب كان ضابط احتياط في المشاة أو المدفعية أو ... أو
و وزنة أصبح 120 كيلو و شعره أبيض و كرشه متدلي متر أمامه
عايزين منه ايه

يمكن عايزينا أرقام علي الورق
ليه؟
بيضحكوا علي مين ؟؟؟؟

منه لله عقلي
تعبني من كتر التفكير
خليني قاعد ساكت أحسن
زي كل سنة وسط الناس منتظر التصريح

مفيش أخبار عن انهاء خدمتنا في الاحتياط
سألني أحد الأشخاص ممن جاءوا لطلب تصريح السفر

بيقولوا لما تكمل 46 سنة
هو حضرتك دفعة كام
أنا دفعة *** و حضرتك؟
انت نفس دفعتي
فعلا شكلك مش غريب علي
أصلي كنت مساعد الكتيبة التالتة
أهلا و سهلا
أنا د.ابراهيم  مدرس بكلية الطب
أهلا . أنا د.أشرف .... أخصائي أطفال من الزقازيق
و حاليا أعمل في السعودية

و انطلق دكتور أشرف يحكي لي قصة حياته دون مقدمات
أنا اصلي عملت كل حاجة في الدنيا كتير
مخليتش حاجة معملتهاش

ازاي يعني يا دكتور أشرف
بصراحة أثار فضولي

أنا سافرت كتير و اشتغلت في بلاد كتير
و خطبت كتير و اتجوزت كتير
و و و و

بصراحة الراجل هون علي و وقت الانتظار
نموذج جديد جدا
كيف يحكي تفاصيل حياته بهذه الطريقة لشخص يلتقيه لأول مرة

استلمنا تصاريح السفر
و خرجنا في نفس الاتجاه
المترو

و استمر د أشرف في رواية قصة حياته
أنا في الأول اتجوزت دكتورة و كانت حامل
راحت زارت أهلها من ورايا
أهلها في بلد تانية علي بعد ساعة كاملة
ما احنا كنا لسه عندهم من يومين
طيب ليه مش قالتلي انها عايزة تروح
و علشان الحظ حصلها اجهاض في السفرية دي
عملت معاها الواجب وديتها أحسن مستشفي
عملت العملية
و بعدين طلقتها
الست اللي تعمل كده تبقي مش بتحترم جوزها و مش تنفع

ايه بس العنف ده
بالراحة يا دكتور اشرف
طيب ليه مش اتكلمت معاها و مش عاتبتها
طلاق كده مرة واحدة

بص يا دكتور ابراهيم الست اللي تسكتبر و تحس نفسها كتير علي جوزها
أو اللي عايزة تمشي بدماغها
مش تنفع تعمر بيت من الآخر

كلام وجيه يا دكتور أشرف و الله

و اخذ أشرف يعدد مشاكل خطوباته المتعددة
و غالبا هناك سبب مادي
استغلال أو ما شابه

و حوادث النصب المتعددة التي تعرض لها في  مصر
و تعرض في احدي المرات لمحاولة قتل بسبب الفلوس
من الناس اللي بيحاولوا يسرقوه أو ينصبوا عليه
و ساب كل حاجة و هرب بجلده

و أخيرا
اخواته نصبوا عليه
!!!!!
جامدة أوي دي
ازاي أخ ينصب علي أخوه أو يسرقه
أن عندي الموت أهون من ان الأخ ... مش معقول يا أشرف
أكيد فيه حاجة غلط

و عموما يا دكتور أشرف علشان ماتزعلش
شوف قصص الأنبياء تجد فيها العبرة
سيدنا لوط و زوحته
سيدنا نوح و ابنه
سيدنا ابراهيم و أبيه
سيدنا يوسف و اخوته
قابيل و هابيل
يعني الايذاء ممكن ييجي من أقرب الناس
احمد ربنا انهم لم يقتلوك
و تذكر قول سيدنا يوسف
لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم

افترقنا في منتصف الطريق لقضاء بعض الأمور

لكن القدر كان له رأي آخر
التقيته مرة أخري علي رصيف المترو
ليتواصل الحوار

د.أشرف وصل لقرار
آخر مرة نزل فيها مصر كانت من حوالي 4 سنوات
المرة دي هايسافر و مش راجع تاني مصر قبل عشر سنوات
ده لو رجع تاني مصر من الأصل
يمكن يقعد بره مصر لغاية لما يموت
مش عايز يشوف البلد دي تاني

ليه بس يا دكتور أشرف
صلي علي النبي كده و اهدأ

مش بقولك اخواتي نصبوا علي
اللي بيلاقي فرصة يسرقك مش بيتردد
كل واحد بينصب علي التاني
و كنت مرة هاتقتل لولا ستر ربنا
غير كرامتنا للي متهانة
و حقوقنا اللي ضايعة
و ..و.. و
أرجع ليه؟

تذكرت مقولة لأحد الزملاء من الصعيد
حيث الرجولة و الشهامة و كل الصفات الحلوة
حينما عاد من احدي الاجازات من مصر
سألته مصر عاملة ايه يا دكتور عبد ......
قالي مصر زي طابور العيش
وكل واحد حاطط ايده في جيب اللي أدامه (أمامه)

مش عارف أقول ايه لأشرف
أشعر في كلامه بالصدق و المعاناة التي عاشها
و حينما أقارن بين كلامه و بين ما أسمع
أقول أنه ربما محق في كلامه

لكن عصبيته و قرارته العنيفة ربما تكون أيضا سبب في مشاكله

أشفقت عليه جدا
لأن ذلك الاحساس الذي يمر به احساس مرير جدا بالفعل
الاحساس بالغربة شئ سئ
لكن  الأسوأ أن تشعر بالغربة في وطنك
أو بين أهلك

قلت له يمكن تكون انسان سئ الحظ
لكن الأكيد ان مصر مش كلها كده
و أكيد فيه ناس طيبين

الناس هم انت و أنا
و زوجتك و أولادك
و أهلك و جيرانك و أصحابك و زملائك
لو واحد منهم سئ
أكيد الباقي مش كده

كنت قد قررت الذهاب للمجلس الأعلي للجامعات بجامعة القاهرة
و بالتالي فلابد من تغيير المترو في رمسيس أو التحرير

انطلق بنا المترو
و استمر الحوار عن مرشحي الرئاسة و الأوضاع السياسية
المثير في الأمر أن تجد الناس من حولك يشاركوك الحوار
ناس لا أعرفهم و لا يعرفونني
و أصبح الدكتور أشرف الذي تعرفت عليه منذ ساعة أقدم أصدقائي

ما تخرج به أن الكل مهموم بقضايا البلد
الكل يترقب
قلق
يتمني
ياسلام لو البرادعي بقي رئيس
لأ احنا عايزين دولة اسلامية نطبق فيها شرع ربنا
البرادعي ده علماني
يا عم انتم مش فاهمين حاجة الموضوع كبير و السياسة لها ناسها
و الاخوان فاهمين في السياسة لأنهم بيمارسوها من زمان
و برضه دول ناس متدينين
لأ الوفد
لأ عمرو حمزاي
لأ
لأ
لأ
لأ
أحسست بالدوار
هو أنا في المترو و لا علي الفيسبوكية
النت دخل علي الواقع و لا الواقع دخل في النت

أخيرا فهمت
هو ده الماتريكس

أفقت من هلاوسي لأجد أنني اقتربت من محطة نزولي

نحن الآن في محطة !!!
محطة !!!

محطة الشهداء
سبحان الله
تغير اسم المحطة

تم ازالة اسم مبارك من كل مكان
يستاهل

لماذا لانسميها التحرير
لماذا يجب أن يكون الاسم تحت الأرض غير الاسم فوق الأرض

علي ما يبدو أنني سأعود لهلاوسي مرة أخري

نزلنا من المترو أنا و رفيق رحلتي الدكتور أشرف
و لا يزال الحوار متصل
شاهدنا مشاجرة علي أحد أبواب المترو
غالبا بسبب تدافع الركاب للهبوط و الصعود للمترو
المهم أن أبواب المترو - حماها الله - فضت المشاجرة
حينما عزلت الطرفين
و انطلق القطار بأحدهما بينما بقي الآخر علي الرصيف

أخيرا وجد أشرف ضالته في هذه المشاجرة ليثبت صحة كلامه
كانت له طوق النجاة
و تأكيد له بصحة قراره أنه لا عودة مرة أخري

شايف الناس بتعمل ايه
شايف قلة الأدب و تقولي أرجع تاني
مستحيل

كنت كلاعب البلاي استيشن الذي أوشك علي انهاء الجيم و الفوز
و فجأة تعثر شخص ما و فصل الكهرباء و أفسد عليك الجيم و لازم يبدأ من الأول

لكن كيف أبدأ مرة أخري و نحن علي وشك الافتراق
نظرت من حولي باحثا عن طوق نجاة أنا أيضا
و أخيرا وجدته

قلت له انظر من حولك
نظرت الي الأفق
هل تري هؤلاء الآلاف من البشر
قال نعم
قلت له لماذا تنظر الي اثنان يتشاجران و لا تنظر لهؤلاء الآلاف
هؤلاء هم الأغلبية
هؤلاء هم أنا و أنت
هم من حدثتك عنهم
هم الناس الطيبين الذين يجب أن تعود من أجلهم يوما ما

اذا أردت أن تعرف قيمة هذا الوطن
اسأل من ليس له وطن
اسأل فلسطينيا من زملائك في الغربة
ستتمني أن تقبل تراب هذا البلد

يا عزيزي أشرف
برغم كل الجراح التي قابلناها
و سنقابلها في هذا الوطن
فليس أمامنا الا أن !!!!!!

نحبه

و أن نعلم أولادنا أن يحبوه
لكي يشعروا أن لديهم وطن

و أنا في غربتي
حينما ينشد أولادي .. عاش اتحاد امارتنا
أشعر بالغيرة الشديدة
فأردد أنا و يرددون خلفي

بلادي بلادي بلادي
لك حبي و فؤادي
مصر يا أم البلاد .. أنتي غايتي و المراد
و علي كل العباد  .. كم لنيلك من أيادي

هذه الأرض طيبة
حب مصر و علم أولادك أن يحبوها
كانت هذه آخر كلماتي معه
و كانت نظرات الرضا
 علي ما بدا لي بدأت تظهر في عيون د. أشرف
حينما افترقنا نهائيا علي أرض محطة الشهداء


كان الدكتور أشرف رحلة مثيرة جدا بالنسبة لي
فكرت فيها كثيرا كثيرا

انطلقت بعدها لأستقل المترو المتجه لجامعة القاهرة
وقفت انتظر
بعد قليل وصل المترو
لم أركب .. تركته يرحل

كيف لي أن أرحل دون أن أصعد لأري ميدان التحرير
أري موقع الشهداء
أري رمز الثورة
وجدتني أجلس علي أحد المقاعد
أتأمل في المحطة و في وجوه المارة

يوجد تماثيل فرعونية في صناديق زجاجية بمحطة المترو
هل هي حقيقية أم تقليد
اذا كانت تقليد فلماذا يضعونها في صناديق زجاجية
و اذا كانت حقيقة فهل هذا مكان مناسب لوضع تلك الآثار
و هل هي هكذا بمأمن من السرقة

ها أنا ذا أعود لهلاوسي مرة أخري

أريد أن أصعد لأعلي الميدان
للمرة الثانية أرفض أن أكون سائحا في بلدي
لن ألتقط الصور التذكارية في الميدان

ما هو شكل الميدان الآن؟
لا أعتقد أن صورته الآن
هي نفس الصورة المهيبة  في مخيلتي من أيام الثورة
لابد أن الوضع هادئ الآن
لا أريد أن أري هذه الصورة

أن أحب أن أحتفظ بصورته الجميلة في مخيلتي

 لا أريد أن أعلو ميدان التحرير
فمكانه و مكانته فوق رأسي

و لا أريد أن أنظر الي الناس من الأعلي في مشهد رأسي
أنا أريد أن أكون بينهم
فرد منهم

فقد عشقت رؤيتهم يملأون الأفق

في مشهد أفقي من أسفل ميدان التحرير

انتهت

الاثنين، 9 يناير 2012

مشهد أفقي من أسفل ميدان التحرير - الجزء الثالث

بعد أن أغلقت باب شقتي
بدأت السكينة و الهدوء تتسرب الي قلبي
فأنا أخيرا بمنزلي المتواضع
انتهت رحلة القلق و ال4000 كيلو و الحمد لله

استلقيت علي سريري من التعب
لم تتركني أفكاري المزعجة
أكره عقلي أحيانا حينما يعاندني و يمنع مني النوم لينغمس في أفكاره
و يتفلسف علي و يقنعني أنه يفهم ما يجري حولي
و يستمر في محاولات التفسير و التحليل للأحداث
 ويضع المبرر تلو الآخر
و في النهاية
يتركني حائرا بعد أن يفتح لي مائة باب و باب للتفكير

ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين

لطالما قرأتها في صالة المطار
و لطالما أثرت في هذه الآية  الكريمة كلما قرأتها
ما أجمل أن تكون مصريا
 تلك البلد التي وصفت بهذا الوصف الجميل

أشعر فعلا أننا في بلد آمن

ماذا حدث؟
لماذا لم أشعر بالأمان اليوم؟
أليست مصر بلد آمنا؟
أم أنها  كانت بشري من سيدنا يوسف لأبويه فقط

مصر طول عمرها عايشة في حروب و استعمار
يبقي أكيد مصر مش بلد أمان و لا حاجة
طيب ليه كنا بنردد الآية و نقنع نفسنا ان مصر أمان
عملنا زي بتاع العصير اللي كاتب علي محله
(و سقاهم ربهم شرابا طهورا)

ياااااااااااااا   الله
مش قادر أفهم حاجة
غفوت من التعب و هذه الأفكار تكاد تفجر رأسي

******************************
كل سنة الزحمة بتزيد في بورسعيد
بس السنة دي زحمة أوي
لأ المشكلة  مش الزحمة
المشكلة في الفوضي
البلد بقت فوضي

لأ
بقت فوضي أوي أوي

ليه الفوضي دي كلها
فين حضارة السبعة آلاف سنة
ليه المرور متلخبط كده
محدش ملتزم بالاشارة
كله داخل علي كله
و النتيجة الشارع واقف
 و خناقات بين البشر
حتي و نحن في رمضان
و صايمين

لازم عسكري المرور يبقي واقف
حتي عسكري المرور يعاني
محدش بيسمع كلامه
مفيش في ايده سلطة
خليه يكتب مخالفات زي ما هو عايز
أصل كل الملفات اللي في المرور  اتحرقت

ليه القمامة مالية الشوارع بالشكل ده؟
هي دي كمان عايزة عسكري مرور؟

طيب ما طول عمرها كده
و الا انا اتعودت علي نظافة الشوارع بتاعة البدو

لأ برضه المسألة زايدة عن الحد بكتير

والناس بيتخانقوا مع بعض لأتفه الأسباب

طيب ما الناس طول عمرهم بيتخانقوا
و كمان فيه واحد قتل واحد في طابور العيش أيام المخلوع

ماشي طابور العيش اتخانقوا من الزحمة و الحاجة و الجوع
لكن ليه بائع التين الشوكي يضرب المشتري بسكين
في صدره؟

الناس كلها شهدت مع البائع
الزبون هو المفتري و ضرب البائع بقسوة و بهدله
 البائع كان يدافع عن نفسه
و الطعنة كانت بدون قصد

و ليه الزبون مفتري كده؟

شايف نفسه علي البائع المسكين
القوي يتسلط علي الضعيف في كل مكان و زمان
و ينسي أن هناك من يراه
من هو أقوي منه
لا اله الا الله

انصرف الزبون  هو و أمه
و بعد عشرين تلاتين متر سقط ميتا
نزيف داخل الصدر
من أثر الطعنة

كانت هذه الحادثة أول ما سمعت من أخي حسني بعد وصولي
ليس لأنها أخطر ما حدث في غيابي
لكن ربما لأنها الحادث الأقرب مكانا و زمانا
في تقاطع شارع رمسيس و النهضة بحي الشرق أو الافرنج كما يسميه أهل بورسعيد
المنطقة الأكثر هدوءا و رقيا في بورسعيد

بعدها توالت القصص و الروايات من أهلي و أصدقائي و جيراني
عما حدث من 25 يناير و حتي وصولي

الأحداث أكبر و أكثر من أن توصف كلها

واحد دخل علي قهوة رأس البر بالآلي
دفعة رصاص
أردي المطلوب قتيلا في ثوان و انطلق

غارات متبادلة بين بين تجار المخدرات
يلا في ستين داهية
بس المشكلة ان فيه ضحايا من الأبرياء

فاترينة محل والدي اتسرقت
محلات كتير تانية اتكسرت و اتسرقت
زي ما حصل في كل مكان في مصر

خطف و اغتصاب فتيات
خطف اشخاص و طلب فدية
سرقة سيارات و بعدها طلب فدية لاعادتها

عصابات متعددة النشاط
ايه ده كله ...... ايه ده كله
كان مستخبي فين كل ده

هو ده الانفلات الأمني اللي بيقولوا عليه
هي دي خطة ارهاب الشعب لايقاف الثورة
و لا دي هوجة حرامية بيستغلوا الفرصة
أكتر من مرة الحرامي اللي اتمسك طلع أمين شرطة أو مخبر سري
يا تري بيشتغلوا لحسابهم و لا .....  هي دي وظيفتهم الميري بعد الثورة
يمكن الاتنين مع بعض
*******************************************

تمر أيام الأجازة
و تستمر الفوضي
أصبحت جزء من الحياة اليومية

مفيش بنزين في محطات البنزين
بحثنا في كل المحطات مفيش فايدة
في الصباح كنت أمر صدفة أمام محطة بنزين
ووجدت طابور سيارات
قلت فرصة وقفت في الطابور
بعد قليل بدأت أفواج المتوسيكلات تتزاحم علي المحطة
و توقف تموين السيارت بالبنزين بسبب الموتوسيكلات
محدش يقدر يعترض
معظم سائقي الموتوسيكلات شكلهم قلق
نزلت من السيارة و وقفت انتظارا لأن ينتهي طابور الموتسيكلات
تقف خلفي سيارة شرطة تنتظر دورها أيضا
سبحان الله
سيارة الشرطة في الطابور تنتظر
السائق يوجه حديثه لي
كلم الراجل يمشي العربيات شوية انت اللي عليك الدور
لأن عربيتنا شرطة و لو اتكلمنا هايضربونا

الي هذا الحد الشرطة أصبحت تخشي من الناس
الراجل خايف يطلب حقه
قلت له بصراحة ليس عندي استعداد للخناق مع بلطجية
حينما وصلت لمحل والدي بالمنشية و حكيت اللي حصل

قال أخي أن هذا أصبح شئ عادي
البلد الوقت ماشية بقلة الأدب
انت ماشفتش أيام الثورة
العربيات الربع نقل مليئة بالبلطجية بالسكاكين و الشوم
يقتحمون محطة البنزين
ياخدوا البنزين اللي عايزينه
دون مقابل و لا يستطيع أي شخص ايقافهم
لأن أعدادهم كبيرة جدا

أثناء الافطار سمعنا صوت طلقات رصاص
البلطجية يهاجمون قسم الشرطة لاطلاق سراح تاجر مخدرات
تذكرت السيدة التي قتلت في شرفتها
محدش يفتح الشباك
بعد قليل وصل المدرعات
و قوات خاصة
يرتدون زي الشرطة
و لكنهم ملثمون
و يرتدون جاكيت واقي الرصاص
و الهدوء يعود للمنطقة مرة أخري
*******************************

أما الحديث مع الشباب فقد كان أكثر تشويقا و اثارة
ربما لأنهم كانوا جزء من الحدث مش بينقلوا أخبار
ربما لأنهم كانوا متحمسون

يوم انسحاب الشرطة
زي يوم النكسة بالضبط
و زي اليهود ما كانوا بيهجموا العساكر العزل
البلطجية و الحرامية بيهاجموا المواطنين العزل

دقائق و انتشرت اللجان الشعبية
محدش قال لحد يعمل ايه
الكل اتصرف بتلقائية شديدة
و اتحول الموضوع لسيمفونية
مراهقين - شباب - رجال - كهول
عصاية -ايد مقشة- سكينة- مسدس
أي سلاح للحماية

كل مجموعة بتحمي حي أو بناية أو شارع
أي بلطجي يقترب تنهال الصفافير و يتجمع الشباب بالمئات
لا مفر أمام البلطجية الا الهروب

محمد مسعد شاب في العشرين
عنيد - متمرد
لا يعجبه آرائنا
شايفنا ناس قديمة أوي أوي
بصعوبة شديدة استطعت أن أقتحم الأسوار التي صنعها للفصل بين أفكارنا و أفكاره
علي الأقل من الممكن أن يصغي الي
.
أحيانا
.
لكن النهارده هو حاجة تانية خالص

محمد واقف في شارع رمسيس
 مع اخوته و أصدقائة و جيرانه لحماية الشارع و البناية

صفارة من شارع الجمهورية
بلطجية رايحين في اتجاه البنوك
محمد مع زملائه بالكلية ينطلقون باتجاه شارع الجمهورية
يشكلون دروعا بشرية لحماية البنوك

صفارة من اتجاه المعدية
البلطجية يحاولون اقتحام قسم المينا

ضابط قسم المينا يستنجد بالمواطنين
ينطلق محمد و زملائه باتجاه قسم المينا
بعد ترك قوة حامية لتأمين للبنوك

الشباب الفرافير بتوع الافرنج
تحولوا فجأة الي أسود بمعني الكلمة
هاجموا البلطجية
مرة أخري - البلطجية يفرون أمام هؤلاء الشباب
تأتي قوة حماية من الجيش
الشباب يسلم حماية المنطقة للجيش
و يعودون الي مواقعهم أمام بناياتهم أو أحيائهم
و يعيدون التمركز

قسم الشرطة الوحيد في بورسعيد
الذي لم يحرق و لم يسرق
هو قسم المينا
و كذلك لم يسرق بنك واحد في شارع الجمهورية

البلطجية اقتحموا قسم شرطة الضواحي
احرقوا كل شئ
سرقوا كل شئ
الضباط و العساكر كلهم اختفوا

الدكتور ابراهيم  هاشم... أصبح فجأة مأمور القسم
و ربما مدير أمن
تكونت اللجان الشعبية لحماية المنطقة
و كان يقودها مأمور القسم بنفسه
قصدي د.ابراهيم طبعا

وليد....أحد كبار البلطجية في بورسعيد
مقره سوق الخضروات
سرقة - تهريب- اغتصاب
بتاع كله
محدش قادر عليه

يقتحم قسم شرطة العرب و يفعل به مثلما حدث في كل الأقسام
من النهاردة مفيش حكومة
أنا الحكومة
تقمص دور أحمد السقا في فيلم ابراهيم الأبيض
و صدق نفسه
انطلق و عصابته بعدها الي سجن بورسعيد
اطلاق نار علي السجن
قوة السجن تبادلهم النار
القاء القبض علي العصابة
بيقولوا 40 سنة سجن
في داهية
كابوس و انزاح
محدش كان قادر عليه
لم يهرب سجين واحد من سجن بورسعيد
أحسنتم
رجال بحق

رصاصة طائشة
قتلت سيدة و هي تشاهد المعركة من شرفة منزلها

حد يطلع يتفرج علي ضرب نار
هو فرح يا حاجة
الله يغفر لها و يسامحها

نيران التدفئة في كل مكان أمام البنايات
يتجمع حولها الشباب و يتسامرون في ليالي الشتاء الباردة
و يضحكون ملء الفم و القلب

لأول مرة يشعرون أنها بلدهم و أنهم يريدون حمايتها
راضون عن أنفسهم
سعداء أنهم يفعلون شيئا قيما
محدش خايف علي نفسه
الأمهات قلوبهن تبكي خوفا علي الأبناء
لكن مفيش مجال النهاردة للكلام ده
أنا راجل مقدرش أقعد في البيت

أشعر بالسعادة الغامرة و الفخر بهؤلاء الشباب
و أستطيع أيضا أن أري السعادة و الشعور بالفخر
علي وجوههم و هم يقصون علي ما فعلوه
محمد و محمود
حتي حسن ذو الثلاث عشر ربيعا
كان هناك يحمل عصاه ليحمي منزله

الثورة أعادت الحياة لهؤلاء الشباب
بعد أن كاد اليأس أن يحطم آمالهم و طموحهم في المستقبل

صحيح ان الحياة عادت الي طبيعتها الي حد ما
لكن الثورة قد غيرت كثيرا في النفوس
و من المستحيل أن يعود الناس الي ما كانوا عليه من استسلام

الأربعاء، 4 يناير 2012

مشهد أفقي من أسفل ميدان التحرير - الجزء الثاني

نويت علي ايه؟
هاتحجز  علي نفس الشركة؟

لأ مش هاينفع
 الطيارة هاتوصل بالليل
و بيقولوا فيه عصابات علي طرق السفر بتوقف العربيات و تسرق و تخطف و تقتل
و طريق اسكندريه بالذات مفيش عليه أي خدمات

هاشوف شركة تانية

نجرب مصر للطيران بقالي كتير ما سافرتش عليها
برضه بالليل .. لا حول ولا قوة الا بالله
بس هاننزل القاهرة
القاهرة ساعتين لبورسعيد

طيب و الليل
احنا في رمضان و الشاطين الوقت متسلسلة
خلاص نتوكل علي الله

وصلنا مطار القاهرة بعد منتصف الليل
المعاملة في المطار بمنتهي الأدب خصوصا الشرطة
غير السنة اللي فاتت خالص
أصلي السنة اللس فاتت عملت خناقة مع شرطة الجوازات بسبب قلة أدب أمين شرطة

المهم أنهيت اجراءات الوصول
احساس غريب جدا جدا
حنين و شوق كالعادة ؟؟

لأ فيه احساس أقوي
فضول عايز أشوف مصر بعد الثورة
الناس أتغيروا أكيد
و النفوس اتطهرت

لأ فيه احساس أقوي
فيه قلق
ربما
هو الفلق يا تري لسه فيه خطف و سرقة و ...

لأ برضه مش هو ده
 أنا عايز أشوف الجيش في الشوارع
و ازاي بيحمي الناس
و الناس متلاحمة مع الجيش
و بيحضنوا العساكر زي فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي في آخر الفيلم

عايز أتصور مع العساكر و الدبابات زي الصور اللي علي الانترنت
معقول؟
معقول تبقي دي مشاركتي في الثورة ...
أتصور مع العساكر و الدبابات
طيب و أقول لولادي ايه لما يكبروا و يسألوني علي الصور دي
لأ
مش عايز أتصور
أحسن لي أوريهم صوري و أنا في الجيش
و أقولهم أنا كنت ضابط احتياط في الجيش

يا نهار أبيض
ده لسه في الجيش
احتياط لغاية لما أوصل 46 سنة
طيب يا تري هاعرف أطلع تصريح سفر و أرجع شغلي بعد الأجازة
و لا هايقولولي عندك استدعاء بسبب الطوارئ
.
.
أخيرا وجدته و قطع علي أفكاري
علي : جاء بسيارة خاصة من بورسعيد ليوصلنا

تحركنا في الثانية تقريبا

ايه أخبار البلد يا علي
البلد تعبانة قوي
مفيش شغل و الحياة غالية

طيب و الأمن
عادي

يعني مفيش سرقة و قطاع طرق
فيه .. بس أقل من الأول

علامات الاستفهام علي وجهي؟
علي يكمل كلامه
قطاع طرق كانوا بيطلعوا علي الطريق
و ساعات بيضربوا نار علي السيارات علشان يوقفوها
بس الحكاية دي قلت كتير

و انت يا علي حصل معاك حاجة من دي
آه كذا مرة
و بعدين ؟
ربنا بيسترها
باجري بالعربية
لأني لو وقفت هايخدوا مني العربية و ممكن يقتلوني

الله أكبر  و بعدين يا علي- أحاول أطمئن نفسي
لااااااااااا الوقت أحسن بكتير و الموضوع أقل جدا جدا

خير .. ربنا يستر عليك يا علي
هانعمل ايه يا دكتور
سايبينها لله

طوال رحلة العودة
أخذ علي يمارس دور المرشد السياحي
و يشير الي أماكن تمركز القوات المسلحة لحماية كل شئ
و نقاط التفتيش علي الطريق

مررنا علي المركز الطبي العالمي
العديد من الآليات العسكرية تحمي المنطقة و تحاصر المستشفي من كل اتجاه

احساس غريب أيضا
سبحان من له الملك
معقول حسني مبارك مسجون هنا
حتي لو بيمثلوا علينا و المحاكمة صورية
بس أهوه مسجون
لا اله الا أنت تعز من تشاء و تذل من تشاء

الحديث عن الثورة و أحداثها و أحوال الناس
كان الغالب طول الرحلة

بورسعيد مليئة بالمشاكل و القتل هنا و هناك
و كل يوم ضرب نار

ليه؟
كل واحد بياخد حقه بدراعه
مفيش قانون
كل اللي له تار بايت بياخده الوقت
و بتوع المخدرات بيخلصوا علي بعض

طيب كويس يبقي استفدنا حاجة أهوه
و لسه الكلام ده شغال يا علي
لسه بس أخف من الأول

أثناء الطريق أشار علي الي جانب الطريق
يوجد اتنين بدراجة بخارية مختبئان بين الأشجار
قالي دول قطاع طريق مستنيين فرصة
أي عربية تقف ينقضوا عليها

قرب احدي استراحات الطريق
أشارت  لنا سيدة في منتصف الأربعينات تريد أن الركوب معنا
رفض علي

ليه رفضت؟
قالي هاتركب و بعد كام متر تقول نزلني هنا
تلاقي باقي العصابة واقفة مستنية تسرقك

يا ساتر
معقول الكلام ده
للأسف آه

لم نستطيع التوقف للسحور في أي استراحة من الخوف
وصلنا بورسعيد قبل آذان الفجر ب 5 دقائق
 يا دوب اشترينا عصير و بسكويت من أول كشك شفناه
وشربنا ميه

الله أكبر .. الله أكبر
ياااااااه
كم أشتقت لسماع الآذان و صلاة الفجر بين أهلي و أحبائي
مع الآذان بدأت أشعر بشئ من الأمان
أخيرا

سبحان الله
شتان ما بين رحلة العام و رحلة العام الماضي
اللهم أعد علي مصر نعمة الأمان

مشهد أفقي من أسفل ميدان التحرير - الجزء الأول

( عنوان القصة مقتبس من عنوان قصيدة الشاعر هشام الجخ
مشهد رأسي من ميدان التحرير)

قررت بدأ الأجازة السنوية في منتصف رمضان الماضي

حجز تذاكر الطيران مشكلة كبري
أنا متعود أسافر مع شركة اماراتية طائراتها صغيرة الحجم
أسعارها جيدة
تعودت أيضا أن احجز بنفسي من خلال الانترنت
هذه الشركة طائراتها تهبط في مطار الاسكندرية

أخرج من مطار اسكندرية
علي الطريق الدولي الساحلي الي بورسعيد

الطريق طويل الي حد ما
لكنه ..... لكنه ساحلي
رائحة البحر ما أحلاها

الطريق يمر بالبحيرة و كفر الشيخ و رشيد و دمياط قبل أن أصل الي بورسعيد

النخل شامخ بالآلاف و البلح الأحمر يتدلي
بائعي البطيخ و البلح علي جانب الطريق
مراكب الصيد بالمئات ترسو و تبحر في بحيرة البرلس

أردد أغنيتي المفضلة
( تعيشي يا بلدي يا بلدي تعيش .. تعيشي يا بلدي و زرعك أخضر و مندي
تعيش يا بلدي و علمك مرفوع علي يدي)

و أتبعها بباقي الأغاني التي يطرب قلبي بها في الغربة
يا بلادي يا أحلي البلاد يا بلادي
يا حبيبتي يا مصر يا مصر
حلوة بلادي السمرة

نمر علي مصيف بلطيم
يا مسهل قطعنا نصف الطريق

التعب بدأ يحل بنا
لكن معلش
الشوارع واحشاني جدا
صحيح الطريق مكسر أوي و كل شوية ناخد مطب
صحيح ان الزبالة زيادة شويتين
بس مش مشكلة
مصر مسكينة
منهم لله بقي اللي سرقوها و أفسدوها
لكن الناس الطيبين دول أهلي و أنا بحبهم بكل اللي فيهم

رنين التليفون يتواصل
أبي و أمي و اخوتي و أولاد اخوتي
و والدي زوجتي و أخوانها يطمئنون علينا و يتابعون رحلة العودة

ايه ده
مشبك و موبيليا
أخيرا وصلنا دمياط
هانت عدينا 4000 كيلو و لسه 45 كيلوا فقط

بحيرة المنزلة و المزارع السمكية و الصيادين مرة أخري
و فيه كمان هواه صيد

مطار الجميل
الله يسامحهم
ليه مش عايزين يشغلوا المطار ده
المطار ده موجود هنا من قبل ما انا اتولد
و مع ذلك عمري ما شفته شغال
مش كانوا وفروا علينا 300 كيلو سفر

أستطيع أن أميز الآن رائحة هواء بورسعيد
هو هو نفس الساحل
لكن هواء بورسعيد مختلف
نسماته رقيقة رطبة
تشعر بشئ مختلف
تشعر أنك ..........
أنك في بورسعيد

الجمرك بدأ يظهر
مركب الصيد الغرقانة ..يااااه هم لسه سايبينها
مش عايزين يشيلوها ليه
زمانها بقت مزرعة سمكية
و شكلها زي المراكب الغرقانة اللي بيجيبوها في الأفلام التسجيلية اياها
يا عم فوق دي مركب صغير و لا تسوي

يقطعني مشهد البناية التي أسكن بها
أستطيع أن أميزها من بين البنايات قبل أن أدخل بورسعيد

ابتسامة رضي و سعادة علي وجهي
أدندن
حمد الله علي السلامة
يا أبو أجمل ابتسامة

؟
؟
؟
زوجتي تناديني؟
ايه؟
حجزت و لا لسه؟
لسه؟
لا زلت أجلس أمام الكومبيوتر
بادور احجز علي أي شركة طيران السنة دي
الكلام ده كان السنة اللي فاتت

الميكروفون (قصة قصيرة - حقيقية)

 قبل سفري للخليج
تم بناء مسجد خلف منزلي مباشرة في مساحة صغيرة كان المفترض فيها أن تكون متنفس بين العمارت أو مكان للسيارات أو حتي لعب للأطفال
المهم أن هذه المساحة الضيقة المحاطة بمباني من جميع الاتجاهات تم بنائها كمسجد و الحمد لله و صليت فيه قبل ما أسافر مباشرة

في احدي الأجازات السنوية : وصلت بورسعيد مع آذان فجر الجمعة شعرت بالسعادة ان المسجد قريب جدا من باب العمارة ( 5 متر تقريبا) صليت الفجر و صعدت للنوم .
صحيت علي أذان الظهر في حالة هلع شديد
فقد تم تركيب ميكروفون المسجد فوق غرفة نومي تقريبا
أنا في الدور الثالث و العمارة خمسة أدوار

قلت مش مشكلة يمكن علشان مش متعود و مجهد من السفر
نزلت صلينت الجمعة و عدت للمنزل لأكمل نوم (في قمة الاعياء و التعب)
فوجئت أن الميكروفون عاد للعمل مرة أخري مش فاهم ليه. قلت يمكن فيه حد تايه و لا حاجة و لا فيه حد عنده مشكلة بيحاولوا يساعدوه.

بدأت أشعر بالغثيان من كتر الصداع و الصوت العالي. طيب أعمل ايه أنزل أكلمهم أعرف ايه الموضوع و اترجاهم يقفلوا الميكروفون. قلت في نفسي تعال علي نفسك شوية و اصبر. أكيد فيه حاجة مهمة و ان شاء الله يخلصوا

الشيخ قعد يتكلم من 15 الي 20 دقيقة تقريبا مش فاهم في ايه. الصوت بيوش و مش واضح أوي لكنه مزعج جدا جدا. لكن الحمد لله توقف الميكروفون عن العمل و نمت

صحيت بعد ساعتين قلت أروح بقي أسلم علي أهلي. نزلت الشارع قابلوني الجيران و سلموا علي و الترحيب و الذي منه. تذكرت الميكروفون و الصوت العالي و حبيت أعرف ايه المشكلة اللي الشيخ كان بيتكلم فيها بعد انتهاء صلاة الجمعة.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قالولي مشكلة ايه؟
مفيش مشكلة و لا حاجة
ده الشيخ عاطف كل جمعة كده بيحب يعطي درس بعد الصلاة
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

قولتلهم طيب ليه في الميكروفون ليه مش في المسجد
أنا خلصت الصلاة خلاص و عايز أنام أو عايز أسمع أي حد تاني غير الشيخ عاطف و لا هو لازم أسمع الشيخ عاطف غصب عني و أنا في غرفة نومي؟

قالولي يا دكتور الشيخ عاطف راجل طيب
قلتلهم و ماله بس برضه ده مش معناه اني اسمعه غصب عني
و لقيت علامات الاستغراب علي وجوه الناس
اللي مش عاجبه كلامي
و اللي مش عاجبه الميكروفون بس مش قادر يعترض

فكرت أكلم الشيخ عاطف و بعدين ...
قررت شئ آخر

الحمد لله وفقني الله في شراء شقة أخري و سأنتقل اليها باذن الله