الثلاثاء، 7 يناير 2014

عروس النيل


أجلس وحيدا
وسط الزحام الكبير
أترقب
و أراقب الوجوه الصامته 
المترقبة

ظهرت وسط الزحام
كالنجم
كالبدر
كالشمس تخطف الأبصار

تعلقت بها الأنظار
أفسحوا لها الطريق
تتقدم بمفرها .. ببطء
دون صخب
هدوء وقور
يناسب جلال الحدث
لتجلس كباقي الحضور .. في انتظار

كانت في كامل زينتها
فستان العرس الأبيض
مطرز باللؤلؤ .. و الفصوص اللامعة
يبهرالعينين
الشعر مصفف ببراعة
تتخلله ورود بيضاء
و يعلوه تاج الملكات
خصلتان من الشعر علي جانبي الجبهة يزيدونها تألقا و بريقا
كعروس من المرمر مرصعة بالذهب
يزين أصابع يديها العشر
رسغيها ..  جيدها .. صدرها


مجوهراتها الثقيلة تعكس أشعة الشمس

و هي تسقط من خلال الواجهة الزجاجية للبهو الكبير

اختلس النظرات اليها
فأجدها زائغة العينين
أشعرأنها تبكي
و لا تزرف دمعة واحدة

ترتجف في كبرياء
و هي
معتدلة القامة
مرفوعة الرأس

كانت اللحظات ثقيلة
ثقيلة
حانت اللحظة الحاسمة
قامت من مقعدها
أفسحوا لها الطريق
تقدمت ... وحدها

خرجت من البهو الزجاجي
و سارت في الممر الطويل
الذي ينتهي عند باب الطائرة
جلست في مقعدها
لا تزال زائغة العينين

وصلت البلد الخليجي
تقدمت لضابط الجوازات .... وحدها
كانت تنتظرها بالخارج
سيارة العريس المزينة

ألقت بنفسها في اليم
تزوجت من ذلك الغني

لتمنح الحياة و السعادة لآخرين
لزوجها
لعائلتها
الله أعلم 
لكن الأكيد
أنها ضحت بأجمل لحظات حياتها 
بلحظات العرس
و ربما بحياتها كلها

و وهبت السعادة
والحياة لآخرين

لتبقي كما كانت دائما 
أسطورة علي مر القرون